تاريخ النشر: 2021/03/08 - 12:49 مساءا
تسعى الشرطة و قوى الامن الفلسطينية لتعزيز العلاقة مع الاعلام بكل السبل والوسائل لان الاعلام يشكل الواجهة الاساسية في البحث عن الحقيقة ونشرها للجماهير وبناء الراي العام المساند او المضاد ونقل الرسالة التي تصدر عن المؤسسات بهدف التعريف على عمل واداء المؤسسات العامة والخاصة و الامنية , كما انه هو حلقة الوصل ما بين هذه المؤسسات وخاصة ذو الطابع الخدماتي وبين الجماهير .
الصورة النمطية حول الامن والتي تشكلت في اذهان المواطنين بحاجة لتغيير وفي فلسطين كما كل المجتمعات تشكلت هذه الصورة نتيجة لتراكمات تاريخية بسبب تعرضها للاحتلالات المتعاقبة وخضوعها لحكم عدد من الدول والحروب التي وقعت فيها وسيطرت عليها.
الشرطة والاجهزة الامنية الفلسطينية والتي اسست بعد اتفاق اوسلو عام 1993 هي التجربة الفلسطينية الاولى في مجال الامن وتقديم الخدمات الشرطية والامنية للفلسطينيين على ايدي فلسطينيين تعمل منذ بداية عملها على تغيير هذه الصورة من خلال العمل على الارض وتطوير الاداء في كل مجالات اختصاصاتها وتتولى ادارات العلاقات العامة والاعلام في الشرطة والاجهزة الامنية مهمة التواصل مع الاعلام والجماهير والمؤسسات المختلفة بل وتتسابق الاجهزة الامنية في اقامة علاقة وطيدة مع الاعلام بالعديد من الخطوات كان من بينها :
اولاً: تطوير ادارات واقسام العلاقات العامة والاهتمام بها وضخ دماء جديدة للعمل فيها على عكس ما كانت عليه سابقا . وقد لوحظ انه منذ العام 2008 وحتى هذه اللحظة تطورت العلاقات العامة والاعلام في الشرطة بشكل كبير وقد عملت الشرطة على توظيف المتخصصين في هذه الادارات من اجل ان تتواصل بصورة صحيحة مع الاعلام علاوة على ان الشرطة وكذلك الاجهزة الامنية الاخرى اقامت العديد من المشاريع بهدف تعزيز العلاقة وتطويرها .
الشرطة الفلسطينية سعت ايضا لتعزيز هذه العلاقة مع الاعلاميين من خلال تحويل ادراة العلاقات العامة الى ادارة العلاقات العامةوالاعلام وتفعيل فروعها في كافة المحافظات وتعيين متخصصين في تحرير الاخبار والمونتاج والفنون الصحفية وتاسيس موقع الكتروني وتعيين ناطق اعلامي بقرار من السيد اللواء حازم عطالله مدير عام الشرطة لتمثيل المؤسسة لدى وسائل الاعلام والتواصل معهم ثم تلى هذه الخطوة خطوات تمثلت بتطوير العديد من الادوات الاتصالية والمنصات الرقمية وتأسيس صفحة الفيس بوك والانستجرام و اليوتيوب وتويتر بهدف الوصول لاكبر عدد من الصحفيين.و كذلك تأسيس مجموعات الواتس اب التي من خلالها تم اضافة معظم الصحفيين العاملين في المؤسسات الاعلامية المحلية والاقليمية والدولية واصبحو يتلقون الاخبار والمعلومات بانسياب وسهولة ودون تاخير ولمس الصحفييون ايجابية في التعامل مع القضايا التي يوردها الاعلام ويتم الرد عليها بشكل سريع .
وصارت اللقاءات دورية و متعددة مع الصحفيين اضافة لاقامة المشاريع بالشراكة مع الاعلام كان من ابرزها :
• مشروع الشرطة بعيون الاعلاميين والذي اقيم عام 2016 بالشراكة والتنسيق مع وزارة الاعلام ونقابة الصحفيين الفلسطينين واقيم على ثلاث مراحل تمثلت الاولى باستضافة ما يزيد عن 150 صحفية وصحفي في كلية فلسطين للعلوم الشرطة بمدينة اريحا على مدار ثلاثة ايام تم خلالها تعريفهم على كيفية بناء و صناعة الشرطي الفلسطيني على ايدي ضباط فلسطينيين وداخل كلية تابعة للشرطة الفلسطينية وكذلك تم تقديم بعض التدريبات لهم . فيما كانت المرحلة الثانية بنقلهم لمديريات الشرطة للتعرف عن قرب على اقسام وادرات الشرطة المختلفة والية عملها ثم اختتم المشروع في مرحلته الثالثه بالنزول للشارع والعمل الميداني من قبل المشاركين جنبا الى جنب مع ضباط وافراد الشرطة .
وكان لهذا المشروع دور في كسر الهوة وتقريب وجهات النظر بين الشرطة والاعلام وقد ابحر العديد من الكتاب في نشر مقالاتهم وكتاباتهم حول هذا المشروع واهميته وما رسم من انطباعات ايجابية بين الصحفيين عن عمل الشرطة واسس لمرحلة هامة في العلاقة مع الاعلام .
• مشروع الحماية الشخصية والامنية للصحفي اثناء التغطية الميدانية والذي اقيم عام 2017 بمشاركة ما يزيد عن 130 صحفي وصحفية في كلية فلسطين للعلوم الشرطية بمدينة اريحا بالتعاون مع وزارة الاعلام ونقابة الصحفيين تم خلاله تعريف الصحفيين بكيفية حماية انفسهم اثناء التغطية الميدانية والاماكن التي يجب اختيارها لهم اثناء التغطية الميدانية للاحداث من خلال التدريبات العملية على الارض اضافة للمحاضرات في هذا الجانب واستمر لمدة ثلاثة ايام متواصلة وقد خرج الصحفيون بانطباعات جديدة فيما تطرق له المشروع .
• مؤتمر العنف في الخطاب الاعلامي الفلسطيني وتأثيره على الحالة الامنية واقيم عام 2019 في مدينة رام الله بالشراكة مع وزارة الاعلام ونقابة الصحفيين ومركز جنيف للرقابة على القوات المسلحة ( ديكاف ) وبمشاركة ما يزيد عن 300 مشارك ومشاركة من صحفيين واعلاميين واكاديميين وضباط امن وفيه تم مناقشة خطورة العنف في الخطاب الاعلامي والية مواجهة ما يطرح عبر مواقع التواصل من اشاعات وخطاب ممكن ان يؤثر على حالة الامن في المجتمع الفلسطيني واستمر على مدار ثلاثة ايام .
• دورة الناطق الإعلامي لمدراء الإدارات المتخصصة وشرطة المحافظات في مركز التطوير الإعلامي في جامعة بيرزيت واقيمت عام 2020 و نظمت بالتعاون مع مركز التطوير الإعلامي وبتمويل من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي giz واستمرت الدورة لمدة 3 أسابيع بواقع 8 لقاءات تدريبية وشارك فيها 13 ضابطاً من مدراء الإدارات المتخصصة وشرطة المحافظات.
وهدفت الدورة إلى تنمية وتطوير مهارات المشاركين فيها حول صفات ومتطلبات الناطق الرسمي من خلال التدريبات التي قاموا بها لتنمية هذا الاتجاه لديهم حيث تضمنت هذه الدورة العديد من المحاور منها مفهوم وصفات وأنواع المتحدث الرسمي .
هذه المشاريع اقامتها الشرطة بهدف تعزيز العلاقة مع الاعلام وتبادل وجهات النظر لكسر الفجوة بين الاعلام والشرطة وكان لها تأثير في العلاقة ما بين الاعلام والامن وتم من خلالها تعريف الاعلاميين بعمل الشرطة و ادائها والية التواصل . واظهرت هذه المشاريع التطور في الاداء الاعلامي للشرطة وسعيها لتعزيز العلاقة والمحافظة على انسيابية المعلومات والتواصل ما بين الشرطة و الاعلام واصبح بالامكان لاي اعلامي او صحفي او مؤسسة اعلامية الاستفسار عن أي قضية ويمكنه التوجه لمدير العلاقات العامة والاعلام في الشرطة او الناطق الاعلامي او أي مدير فرع من افرع العلاقات العامة في المحافظات بسهولة والاستفسار عن أي خبر او معلومة او قضية ما والتعليمات اصبحت اكثر وضوحا فيما يتعلق بحرية العمل الاعلامي وكيفية التعامل مع الصحفيين والسماح لهم بالتغطية الاعلامية والمرافقة في بعض المهام وهذا ساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقة مع الاعلاميين .