التاريخ: 2021-03-21 12:18:59
الأم
لقد أوصى الله تعالى بالأمّ، وأوصّى بحفظها ورعايتها، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،[١] ولقد كان برّ الأمّ والإحسان إليها من أخلاق الأنبياء، ثمّ إنّ كمال الإحسان يتحقّق من خلال الإحسان إلى الأمّ، فالأمّ هي روح البيت، وسعادة القلب، وبرؤيتها يطيب العيش، وتسعد النّفس، والأمّ تعطي وتبذل كلّ ما في وسعها دون انتظار مقابلٍ، فهمّها رؤية أبنائها سعداء ومتميزون، ولو جمعت كلّ كلمات الدّنيا لتفي حقّ الأم، فلن توفيها حقّها، فالأمّ أعظم من أيّ كلماتٍ تقال، ومن أعظم ما يدلّ على عظم فضل الأمّ، أنّ الله تعالى ربط شكر الإنسان لوالديه، بشكره لله تعالى، ودليل ذلك قول الله تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،[١] إذ إنّ للام حقوقٌ، مهما فعل الأبناء تجاهها، فلن يوفوها حقّها، ولكن على الأبناء الاجتهاد في ذلك، وبذل أقصى ما يمكنهم من البرّ والإحسان؛ لينالوا رضا الله تعالى في دنياهم وآخرتهم.
الواجب المترتب على الأبناء تجاه أمّهم إنّ واجب الأبناء تجاه والدتهم يقسم إلى ثلاثة أقسام: واجباتٍ مادّية؛ تعنى بالأموال، وواجباتٍ أخرى معنوية، وواجباتٍ بعد رحيل الأمّ إلى جوار ربها، وفيما يأتي بيان ذلك:
الواجب والإحسان المادي ومن صور برّ الأبناء لأمّهم مادّيا ما يأتي:
الواجب والإحسان المعنوي
ومن صور برّ الابناء لأمّهم معنويّا ما يأتي:
واجب الأبناء تجاه أمهم بعد انقضاء عمرها
إنّ واجب الأبناء تجاه والدتهم لا ينقطع حتّى لو انتقلت الأمّ إلى جوار ربها، فيبقى للأبناء واجباتٌ تجاهها، وفيما يأتي بيان تلك الواجبات:
فضل وأجر بر الأم
إنّ الإنسان البارّ بأمّه المحسن إليها، والمحافظ على كسب رضاها، ينال ويكسب في دنياه وآخرته الأجور والفضائل الكثيرة، وفيما يأتي بيان بعضها:
عقوق الأم
إنّ عقوق الأمّ أمرٌ منتشرٌ في المجتمعات، ويأتي سبب عقوق الأبناء لأمّهاتهم؛ عدم التزامهم بدين الله تعالى، وانعدام الوازع الدّيني في نفوسهم، وانشغالهم في أمور الحياة وملهياتها، وقد حذرنا الله -تعالى- والرّسول صلّى الله عليه وسلّم، من عقوق الأمّهات، والعقوق له صورٌ كثيرةٌ؛ كالكلام الجارح، واستخدام اليد في الضرب، واستخدام الصّوت المرتفع في النّقاش، وغير ذلك، ثمّ إنّ العاقّ يعاقب على عقوقه في الدّنيا والآخرة، ففي الدّنيا: يحرم من بركة العمر، والمال، والولد، والعقوق سببٌ في سوء الخاتمة، وفي الآخرة يترتب عليه العذاب الشّديد، فعلى الأبناء أن يحرصوا كلّ الحرص على برّ أمّهاتهم والإحسان إليهنّ في حياتهم ومماتهم.وعلى الإنسان العاقّ لوالدته أن يبادر بالتّوبة إلى الله تعالى، وأن لا يعود إلى العقوق مرّةً أخرى، وأن يندم على كلّ ما فعل، وأن يبدّل ذلك كلّه بالحرص على رضا أمّه وبرّها، والإحسان إليها؛ كي يتوب الله عليه.