التاريخ: 2019-12-18 08:21:45
نحتفل في الثامن العاشر من ديسمبر من كل عام بيوم الشرطة العربية الذي يخلد ذكرى انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العام في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1972م، يوم تلاقت إرادة صناعة القرار الأمني العربي واتفقت رؤاهم على رسم سياسة للتعاون بين أجهزة الشرطة العربية، وإطلاق مسيرة العمل الأمني العربي المشترك الهادفة إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع أوطاننا العربية، وإلى بذل الغالي والنفيس من اجل أن تقر عين المواطن العربي بالأمن والاطمئنان، وتنعم مجتمعاتنا بالسكينة والأمان .
ومنذ ذلك التاريخ ظلت المسيرة المظفرة تتعزز عاما بعد عام وتحقق الانجازات تلو الأخرى حتى باتت اليوم مثلا يحتذى به على صعيد العمل العربي المشترك .
وما كان ذلك كله ان يتحقق لولا الإيمان الراسخ لدى أجهزة الشرطة والأمن العربية بوحدة المصير الأمني وبتطابق التهديدات الإجرامية وبصعوبة مواجهة الجريمة بفاعلية دون التنسيق والتعاون بين الدول.
ويحل علينا يوم الشرطة العربية هذا العام ومنطقتنا تعيش مرحلة دقيقة تفاقمت فيها جرائم الإرهاب وانتشار السلاح والمخدرات والجرائم الالكترونية وغيرها من الجرائم المهددة لأمن مجتمعاتنا وأمانها وسكينة دولنا واستقرارها، وتوثقت فيها روابط التعاون بين مختلف عصابات الإجرام المنظم.
تحل علينا هذه الذكرى العطرة وأغلب دولنا العربية تواجه تحدي عودة المقاتلين الإرهابيين، بعد أن منيت التنظيمات الإرهابية بهزائم نكراء في بؤر التوتر ومناطق الصراع خاصة في سوريا والعراق، مما يقتضي الاستعداد للتعامل مع هذه العودة وتداعياتها الأمنية.
تحل علينا هذة الذكرى ومايزال عالمنا العربي يواجه انعكاسات الاستخدام السيئ لشبكات التواصل الاجتماعي التي باتت فضاء لبث خطاب التطرف والكراهية وتأليب الرأي العام واستقطاب الشباب للوقوع في براثم تنظيمات الإرهاب والسقوط في درك المخدرات والجريمة.
ورغم هذه التحديات المتعاظمة فإننا واثقون من الانتصار بحول الله في معركتنا ضد الإجرام لان شروط النصر وأدواته متوفرة بحمد الله .
الإيمان بضرورة التعاون الأمن العربي والتصميم على توفير كل أسباب النجاح له، والاستعداد الدائم لدى أجهزة الأمني العربي لبذل كل التضحيات في سبيل أمن الوطن والمواطن، والقناعة التي ما فتئت تتعزز يوماً بعد يوم بأن الأمن مسؤولية مشتركة بين الشرطة والمجتمع، وهو ما يظهر جلياً في تزايد الوعي بأهمية الشراكة الاجتماعية في مواجهة الجريمة، ومن تقدير لدى فئات عريضة من المواطنين للتضحيات الجسام التي يبذلها رجال الشرطة العرب في سبيل ضمان الأمن والاستقرار وتهيئة المناخ الملائم للتنمية والازدهار. مما نتج عنه تصحيح لصورة رجل الأمن العربي بحيث باتت تعكس – أكثر فأكثر – واقع الممارسة الأمنية العربية وما تتميز به من قيم نكران الذات وتغليب مصلحة الوطن والمواطن والتضحية في سبيل أداء الواجب وتحمل الرسالة واحترام حقوق الإنسان وكرامته والتقيد بأخلاقيات هذه المهنة النبيلة.
ويندرج احتفالنا بعيد الشرطة العربية في اطار تقديرنا لهذه التضحيات الجسام التي يبذلها رجال الشرطة لينعم المواطن بالامن والاطمئنان وتتهيأ له أسباب الحياة الحرة الكريمة ولتتوفر في الوطن شروط التقدم والرقي مستذكرين بكل اجلال واعزاز شهداء الشرطة والأمن العرب اللذين قدموا أرواحهم الزكية قرباناً للوطن، وأملين أن يكون هذا اليوم مناسب لتكريمهم وفرصة لتعزيز العلاقة وتدعيم الثقة بين الشرطة والمجتمع.