التاريخ: 2015-12-17 10:52:34

تحتفل الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب مع الدول العربية في الثامن عشر من شهر كانون اول/ ديسمبر من كل عام بيوم الشرطة العربية الذي يعد مناسبة هامة لتذكير بالجهود الجبارة التي يبذلها رجال الشرطة والامن في سبيل امن واستقرار مجتمعاتنا والتضحيات الكبيرة التي يقدمونها من اجل سكينة مواطنينا وسلامة اوطاننا ياتي احتفلنا بيوم الشرطة العربية لهذا العام ليجسد المعاني النبيلة والجهود العظيمة والانجازات الكبيرة التي تحققت منذ اكثر من اربعة عقود من التعاون الامني العربي المشترك عندما انعقد اول مؤتمر لقادة الشرطة والامن العرب بمدينة العين بدولة الامارات العربية المتحدة عام 1972م.

ياتي احتفالنا هذا العام  بيوم الشرطة العربية في ظروف صعبة تمر بها منطقتنا العربية والتي ما تزال بعض دولها تشهد اضطرابات سياسية واقتصادية واجتماعية اثرت بشكل مباشر على الجانب الامني فيها وادت الى تفاقم الجريمة والارهاب وانتشار خطاب التطرف والطائفية واستشراء الاتجار بالبشر والمخدرات وانتشار السلاح والجرائم الالكترونية  واستفحال ظاهرة انتقال المقاتلين الاجانب وتعاظم موارد تمويل الارهاب من تجارة المخدرات والاثار المنهوبة وعوائد عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية والجرائم المنظمة المختلفة.
في هذه الظروف العصيبة التي تشهدها منطقتنا العربية يتحتم علينا اكثر من اي وقت مضى بذل جهود مضاعفة لتحقيق الامن والاستقرار ومحاربة الجريمة والارهاب والعمل على توعية المجتمع بكل مكوناته بالمخاطر الامنية المحدقة به وهذه ليست مسؤولية اجهزة الامن ورجال الشرطة فحسب بلا لا بد من تظافر كافة الجهود في الدولة والمجتمع ويبقى دور المواطن هو الدور المحوري والفاعل في تحقيق الامن والسكينة لنفسه ووطنه من خلال تعاونه الكامل مع رجال الشرطة الذين يبذلون الغالي والنفيس من اجل ان ينعم الفرد والمجتمع بالامن والاستقرار.
وبالرغم من القدرات والامكانات والتجهيزات التي تسخرها الاجهزة الامنية والجهود الدؤوبة التي تبذلها في محاربة الجريمة بمختلف اشكالها الا ان ذلك لا يكفي للقضاء نهائيا على الاجرام خاصة في ظل سعي عصابات الجريمة الى استغلال كل الوسائل المتاحة واستثمار كل مظاهر التقدم والتطور لضرب امن مجتمعاتنا وهو ما يفرض علينا ان نكون في معركة واحده امام هذه الهجمة الشرسة  على كل المقدرات والمكاسب الوطنية.

ان دور اجهزة الامن والشرطة اليوم لم يعد ذلك الدور التقليدي المتمثل في توفير الامن والاستقرار في المجتمع وانفاذ القانون ومحاربة الجريمة بل اصبحت تقوم بالعديد من الوظائف والخدمات الاجتماعية التي ترتبط بالمواطن ارتباطا وثيقا وتسهل عليه تسيير اموره اليومية والحياتية مستفيده من التطور التكنولوجي الحاصل اليوم خاصة في مجال الاتصالات والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ما يجعل مهامها تتضاعف يوما بعد يوم وهو ما يستلزم منا تقديم الدعم المادي والمعنوي من خلال الاهتمام بافراد الامن والشرطة وتحسين اوضاعهم التي تسهل عليهم القيام برسالتهم النبيلة.

ان شعور المواطن ان رجل الامن موجود لصالحه ولتحقيق امنه واستقراره وان هدفه السامي صد كل المخاطر المحدقة به تجعل المواطن يتعاون بصورة كبيرة وباريحية وانسجام ليكون شريكا رئيسيا في تحقيق الامن لمجتمعه وهو بذلك يسهم في حاضر وطنه ومستقبله لكون الامن الركيزة الاساسية للتنمية التي تحقق للفرد والمجتمع الرفاه والتقدم والازدهار كما يرسخ هذا التعاون الثقة بين الدولة والمجتمع وبين رجل الامن والمواطن بما يكفل الامن والاستقرار للجميع ويرسخ مفاهيم الشرطة المجتمعية التي تمكننا من اقامة شراكة مجتمعية ناجعة بين الشرطة وكافة مكونات المجتمع المدني.
ومما يعزز العلاقة بين المواطن ورجال الامن حرص رجال الشرطة على احترام حقوق الانسان التي يسعى مجلس وزراء الداخلية العرب لتكريسها من خلال اجراءات عده منها اقرار مدونه نموذجية لقواعد سلوك رجل الامن العربي وخطة عربية نموذجية لتكريس ثقافة حقوق الانسان في العمل الامني وعرض الموضوع على المؤتمر السنوي لقادة الشرطة والامن العرب وقد تعزز هذا الاهتمام خلال السنة الجارية بعقد المؤتمر الاول للمسؤولين عن حقوق الانسان في وزارة الداخلية العربية والمؤتمر المشترك لممثلي وزارت الداخلية واللجان الوطنية لحقوق الانسان في الدول العربية وكل ذلك ايمانا من مجلسنا الموقر بان ممارسة العمل الامني وانفاذ القانون لابد ان يكون محاطا بسياج منيع من احترام الحقوق والحريات التي كفلتها الشرائع السماوية ورسختها المواثيق الدولية والقوانين الوطنية.

ولا يفوتنا في هذه المناسبة ان نتقدم بالشكر والعرفان لكل افراد الامن  والشرطة في مختلف اماكنهم وتخصصاتهم ومواقعهم على ما يبذلونه من تضحيات وما يعانونه من مخاطر في سبيل ان ينعم الوطن والمواطن بالامن والامان والمجتمع بالسكينة والاطمئنان.