التاريخ: 2014-10-09 08:43:00

- أولويات الحكومة ضمان عودة غزة للحياة الطبيعية الآمنة والوحدة الكاملة مع الضفة - وضعنا سنوات الانقسام وراءنا وشرعنا بتكريس المصالحة كخطوة جوهرية للتقدموصل رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، ممثلا عن فخامة الرئيس محمود عباس، اليوم الخميس، إلى قطاع غزة على رأس وفد ضم كافة وزراء حكومة الوفاق الوطني، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ورئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، حيث كان في استقبالهم عدد من الشخصيات وممثلي القوى الوطنية والإسلامية.

وفي كلمته على معبر بيت حانون، قال الحمد الله: 'أن تحتشد المشاعر وأنا أقف اليوم على أرض قطاع غزة، عنوان الصمود والكرامة، حامية الحق والتاريخ وحارسة الهوية والمكان، ولا يسعني وأنا في هذا الجزء العزيز من وطننا الغالي، النابض بالحياة، وبصور ونماذج التضحية الصمود والبطولة، إلا أن أتوجه باسم الرئيس محمود عباس أن أ بتحية إجلال وإكبار لمن صانوا كرامة شعبنا، ورووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين، وصمودها الأسطوري، والأكرم منا جميعا شهداء فلسطين، ولأمهاتهم والجرحى وذويهم ونسائنا وشيوخنا الذين تصدوا للجنود المدججين بالسلاح والمعبئين بالحقد والكراهية. فقد الآلاف حياتهم بينما فقد الكثيرون أحباءهم وعائلاتهم وبيوتهم'.

وأضاف الحمد الله: 'جئتكم اليوم ممثلا عن سيادة الرئيس محمود عباس وعلى رأس حكومة الوفاق الوطني، لنباشر مهماتنا بالاطّلاع على احتياجاتكم، والبدء بورشة عمل كاملة شاملة وعلى عدة أصعدة ومسارات، لنجدة غزة وإغاثة أهلنا فيها، والنهوض بكافة القطاعات، وإعادة إعمار وتأهيل ما دمره العدوان الإسرائيلي الظالم، وتحقيق تنمية قادرة على استنهاض كافة القطاعات، وتوفير حياة كريمة تليق بتضحيات أهلنا فيه'. وقال: 'إننا أمام واجدب أخلاقي وإنساني تجاه أهلنا في غزة، ومهمة وطنية ونشمر لها السواعد ونحشد لها كل الإمكانيات والطاقات، ونوحد الجهود خلفها، فقد وضعنا سنوات الانقسام وراءنا، وشرعنا في تكريس المصالحة كخطوة جوهرية للتقدم، لوضع المجتمع الدولي وقواه المؤثرة أمام مسؤولياته في إعادة إعمار القطاع، وما يتطلبه ذلك من رفع للحصار الظالم، وتفعيل اتفاقية المرور والحركة لعام 2005، مما يعني فتح كافة معابر القطاع، وتشغيل الممر الآمن، ورفع قيود الحركة في الضفة الغربية أيضا، وبالتالي الهدف الأسمى هو إنهاء الاحتلال بشكل كامل'.

وتابع رئيس الوزراء :إن الجهد المبذول في توفير المزيد من مقومات صمود شعبنا، وتلبية احتياجاته وتوفير أفضل الخدمات له يوازيه عمل حثيث تمارسه القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس لتدويل قضية شعبنا والانتصار لحقوقه الوطنية المشروعة، وتوفير حماية دولية ومحاسبة إسرائيلي وإلزامها بوضع حد لسياسة العقاب الجماعي واستخدام القوة الفتاكة والعشوائية ضد السكان المدنيين.

وقال الحمد الله، 'إن مشهد الدمار الذي رأيناه في قطاع غزة، والمعاناة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها أهلنا فيه، إنما يذكرنا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق هذه الحكومة، ويحتم علينا جميعا الالتفاف والتوحد خلف مهمة رفع الحصار عن غزة بشكل كامل، وإعادة الإعمار والبناء وتكريس بنية مؤسساتية قادرة على الاستجابة بفعالية لمتطلبات أبناء شعبنا في القطاع الحبيب.

وأضاف: أولى وأهم أولويات الحكومة بل وعماد مسؤولياتها، ضمان عودة غزة إلى الحياة الطبيعية الآمنة، والوحدة الكاملة مع الضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمتها، وسننتقل لنعمل على إغاثة وإنعاش والاستجابة للاحتياجات الصحية والاجتماعية الطارئة، وفق خطة وطنية مفصلة ومتفق عليها إلى تحقيق التنمية الشاملة في القطاع، وسنحمل إلى مؤتمر إعادة الإعمار بعد يومين في القاهرة رزمة كبيرة ومفصلة من البرامج الإنسانية والمشاريع التنموية، لتلبية احتياجاتكم بشكل فاعل وفوري، ومعالجة آثار العدوان الإسرائيلي، وما نتج عن من دمار شامل وجرائم حرب.

وقال رئيس الوزراء: 'سنحشد المزيد من الدعم لضرورة وضع حد عاجل ونهائي للاحتلال الإسرائيلي، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره، وتحقيق هذا الأمر لا يتطلب إعادة إعمار وبناء قطاع غزة فقط بل وحق أبناء شعبنا العيش بحرية وكرامة وسلام بعيدا عن العنف والحروب والتدمير ومصادرة الأرض  ومقومات رزقنا وحياتنا وحماية أبنائنا وصون مستقبلنا'.

وأضاف: 'في نهاية كلمتي أجدد أمامكم التزامنا المطلق بالعمل البنّاء لمعالجة تداعيات الانقسام البغيض وإعادة الوحدة لوطننا ومؤسساتنا، لتبقى غزة كما كانت دوما منارة لإنجازات شعبنا ورافعة أساسية لهويتنا الوطنية الفلسطينية وفي قلب دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967'.

وختم قائلا: لأهلنا في القطاع أقول سنمضي موحدين لحماية غزة وصون وحدتنا، ولن نقبل بفصل غزة أو عزل سكانها فقد أرسلتم بصمودكم رسالة شعبنا بأنه سيبقى دائما موحدا رافعا قامته عاليا، وبأنه مهما بلغت الصعاب سيواصل مقاومته وبقاءه للدفاع عن نفسه وأرضه وحقوقه، وسنبقى على هذه الأرض وننتصر.