التاريخ: 2012-09-23 07:39:43

جنين – عثرت الشرطة فجر اليوم على جثة الطفل خالد بديع برهم " 10سنوات  " بعد فقدانه 4 أيام ، مقتولا ومدفون تحت التراب بالقرب من احد المزارع في بلدة مثلث الشهداء قضاء محافظة جنين . وذكر بيان لإدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة نقلا عن المقدم خالد التميمي مدير شرطة محافظة جنين ، انه وبعد مضي قرابة 4 أيام على اختفاء الطفل برهم من سكان بلدة مثلث الشهداء و  بمساندة من أهالي البلدة والأجهزة الأمنية تمكنت شرطة المباحث العامة من كشف ملابسات اختفاء الطفل و حصرت الاشتباه بأحد الأشخاص الذي اعترف بقتله  خنقا بلف حبل حول رقبته ووضع جثته داخل  " كيس " بلاستيكي ودفنه بالقرب من مزرعة قريبة من منزل الطفل . وأكد التميمي أن النيابة ألعامه أمرت بتحويل جثة الطفل إلى الطب الشرعي  وسيتم إحالة المتهم إلى النيابة العامه لاتخاذ المقتضى القانوني بحقه . ...........
س
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جنين - محمد بلاص: كان الطفل خالد بديع برهم (10 سنوات)، من قرية مثلث الشهداء، جنوب جنين، على غفلة من أمره عندما كان هدفاً لوحش بشري قتله بشكل همجي داخل غرفة أغلقها عليه بإحكام، بعد أن استفرد به، وكبل يديه، وضربه على رأسه مستخدماً قطعة معدنية ثقيلة، قبل أن يقوم بخنقه ودفنه في مكان مجاور بعد الاعتداء عليه، في جريمة تقشعر لها الأبدان. وكشف فرع المباحث الجنائية في شرطة محافظة جنين عن تفاصيل الجريمة بعد مرور خمسة أيام على اختفاء الطفل الذي كانت المفارقة العجيبة أن قاتله كان يشارك في أعمال البحث عنه، قبل اكتشافه. وما أثار الدهشة، وفقاً لروايات مواطنين من قرية مثلث الشهداء، جنوب جنين، والتي كانت مسرحاً لعمليات بحث وتفتيش شاركت فيها قوات كبيرة من الشرطة والأمن الوطني وسائر الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى فرق متطوعين من القرية، وطواقم الدفاع المدني، أن القاتل (م.ع) كان أحد المشاركين في أعمال البحث، على الرغم من ارتكابه جريمة القتل بدم بارد، وهي جريمة جعلت الكثير من الأصوات تعلو مطالبةً بإنزال عقوبة الإعدام بحق الجاني حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر. القصة بدأت، كما رواها لـ"الأيام"، رئيس مجلس محلي مثلث الشهداء، محمد عصعوص أبو المهدي: أنه في ظهيرة الأربعاء الماضي، عاد الطفل برهم إلى منزل عائلته التي تقطن مثلث الشهداء منذ نحو ثماني سنوات، بعد أن أنهى يومه الدراسي، ومن ثم لبى طلب والدته شراء خبز للعائلة. وأضاف أبو المهدي: إن هذا الطفل المعروف بحيويته ونشاطه لدى أهالي القرية، ممن كانوا يرون أنه أكبر من سنه بكثير، اشترى الخبز لوالدته، وغادر المنزل من جديد، من أجل إصلاح دراجته الهوائية التي كانت تلازمه على مدار الساعة. إلا أن خالد تأخّر عن العودة إلى المنزل، ما أثار مخاوف والدته التي بادرت إلى سؤال عدد من أترابه، واللجوء إلى المجلس المحلي في القرية، بعد الاتصال بزوجها الذي يعمل راعي إبل لدى صاحب مزرعة للإبل قريبة من القرية، في منطقة حرجية قريبة من الجامعة العربية الأميركية. وما أثار الريبة أكثر، وفق ما رواه أبو المهدي، أن والد الطفل لم يشاهد ابنه في ذلك اليوم على وجه التحديد، على الرغم من أن طفله اعتاد التوجه بمفرده إلى المكان الذي يعمل فيه والده كعادته، بدراجته الهوائية، لتبدأ في ساعات مساء اليوم نفسه، مرحلة البحث عن الطفل المفقود، حتى تمكن فرع المباحث في شرطة جنين، من كشف لغز اختفائه الذي حيّر أهالي القرية وأجهزة الأمن، طيلة الأيام الماضية، وإلقاء القبض على القاتل، والعثور على جثة الطفل مشوهة المعالم. ويروي أبو المهدي: أن الطفل خالد أراد إصلاح دراجته الهوائية، فتوجه إلى ما يسميها أهالي مثلث الشهداء (غرفة الموتور) القريبة من مزرعة الإبل، والتي تبعد نحو 700 متر عن القرية، حيث يعمل والده لساعات فيها، قبل أن يتوجه لرعي الإبل في مناطق مجاورة، أبعدها المنطقة الحرجية الواقعة بالقرب من الجامعة العربية الأميركية. وأضاف: إن الطفل، وجد الشاب (م.ع) في ذلك المكان، فطلب الطفل منه مفتاحاً ليصلح دراجته الهوائية، إلا أن القاتل استدرج الفتى المعروف بذكائه وفطنته، إلى داخل "غرفة الموتور" القريبة من مزرعة الإبل، من أجل منحه المفتاح، دون أن يعلم هذا الطفل البريء، أنه سيكون هدفاً لجريمة تقشعر لها الأبدان. وبحسب أبو المهدي، فإن المؤشرات الأولية، تؤكد أن الطفل برهم الذي تعود أصول عائلته إلى قرية سيريس، جنوب شرقي جنين، كان هدفاً للاعتداء عليه من قبل الجاني الذي يعمل في المزرعة نفسها، والذي لجأ إلى تكبيل يديه، وضربه على رأسه مستخدماً قطعة معدنية، ومن ثم قام بخنقه مستخدماً حبلاً كان بحوزته، قبل أن يضع جثة الطفل وقد لفظ أنفاسه الأخيرة، داخل كيس، لينقلها بعد ذلك إلى مكان لا يبعد عن موقع الجريمة أكثر من 50 متراً، وكانت بحوزته فأس استخدمها لحفر حفرة صغيرة، من أجل دفن الجثة. وأكد رئيس المجلس المحلي، أن القاتل كان يشارك بفاعلية في أعمال البحث المضنية عن الطفل المفقود، قبل أن يكون هدفاً للاعتقال من قبل جهاز المباحث العامة، شأنه في ذلك شأن عدد آخر من المواطنين ممن تم استدعاؤهم لدى المباحث، من أجل معرفة مصير الطفل المفقود، دون أن يخطر ببال أحد أنه القاتل الذي ارتكب جريمة نكراء كان ضحيتها طفل بريء. وقال أبو المهدي: "إننا نشعر بكارثة كبرى لحقت بنا جراء هذه الجريمة النكراء، جعلت أهالي القرية يخرجون عن بكرة أبيهم، استنكاراً لها وتنديداً بها، وللمطالبة بإنزال أشد العقوبات بالقاتل الذي تعالت أصوات تطالب بإعدامه على ما اقترفه من عمل يندى له الجبين". ولجأ أهالي قرية مثلث الشهداء، إلى الطلب من عائلة المتهم بارتكاب جريمة القتل، مغادرة القرية، على الرغم من أنها تبرأت من فعلته، خصوصاً بعد أن قام بتمثيل الجريمة في موقع ارتكابها، تحت حراسة الشرطة والمباحث، وبحضور ممثلين عن النيابة العامة، وسلم أداة الجريمة. وتابع أبو المهدي: "إننا نطالب بإعدام القاتل، حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر، وحتى لا تصبح أرواح أطفالنا مهددة من قبل أشخاص مثله". وكان محافظ جنين، اللواء طلال دويكات، أعلن عن تمكن الشرطة من العثور على جثة الطفل المغدور مدفونة قرب مزرعة لتربية الإبل جنوب جنين. وقال دويكات: إن أعمال البحث التي قامت بها قوات من الشرطة والأمن الوطني والأجهزة الأمنية، أسفرت عن الكشف عن خيوط الجريمة التي كان الطفل برهم ضحيتها، وذلك من خلال تمكن جهاز المباحث من اعتقال الجاني الذي يبلغ من العمر (18 عاماً)، والعثور على جثة الطفل الذي تم نقله إلى مستشفى "الشهيد الدكتور خليل سليمان" الحكومي، ومن ثم تم نقله للتشريح. وتابع: "إن هذه جريمة نكراء بشعة نأسف لحصولها، وهي غريبة عن عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني، ولن تثنينا عن الاستمرار من مواصلة عملنا الروتيني في توفير الأمن والأمان والاستقرار، ومحاربة أي مظهر من مظاهر الفوضى والانفلات الذي كان موجوداً في الماضي في وضح النهار، واليوم أصبح يرتكب تحت جنح الظلام". وثمن المحافظ دور الشرطة والمؤسسة الأمنية، والتي قال: إنها كرست جهدها للعثور على الطفل برهم بعد اختفاء آثاره، مؤكداً أنه سيتم تقديم الجاني للقضاء الفلسطيني، وإنزال أقصى العقوبات بحقه، ليكون عبرة لغيره من الذين يحاولون المساس بحياة المواطنين وأرواحهم وممتلكاتهم. وقال: إن القاتل اعترف بجريمته، لدوافع جنائية، وسيتضح من التحقيق كافة الأسباب والدوافع التي كانت وراء ارتكاب هذه الجريمة. من جهته، قال مدير شرطة محافظة جنين، المقدم خالد التميمي: إن التحقيقات التي أجرتها الشرطة، أفضت إلى إلقاء القبض على المتهم بجريمة قتل الطفل برهم، واعترافه لدى فرع المباحث، عند الثالثة فجراً، بارتكاب هذه الجريمة، والعثور على جثة الطفل موضوعة داخل كيس، ومدفونة تحت التراب بالقرب من إحدى مزارع الإبل قرب قرية مثلث الشهداء. وذكر بيان لإدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة: أنه بعد مضي قرابة الأربعة أيام على اختفاء الطفل برهم، وتكثيف شرطة محافظة جنين جهودها وقوتها في البحث عنه، بمساندة من أهالي القرية والأجهزة الأمنية، وبالبحث والتحري من قبل فرع المباحث العامة في شرطة المحافظة، وجمع المعلومات، وتكثيف التحقيق، تمكن فرع المباحث العامة من التوصل إلى القاتل . وأكد التميمي أن جهاز الشرطة لا يوفر أي جهد في متابعة أي معلومة ترد إليه من أجل التوصل إلى الحقائق، وكشف الغموض عن أي قضية تعرض عليه. وأضاف: إن جهاز شرطة المحافظة، وبكوادره المتخصصة، قادر على المتابعة الأكيدة لما يعرض عليه، مضيفاً: "إننا نطمئن أهلنا بأننا سنبقى العين الساهرة التي تحرص دائماً على أمن وأمان المواطن الذي هو دوماً جل اهتمامنا". وشكلت جريمة اختطاف وقتل الطفل برهم، صدمة لأهالي محافظة جنين، والذين تابعوا لحظة بلحظة أنباء حادثة الاختطاف وما انتهت إليه من جريمة قتل هزت الأبدان. وأصدرت حركة فتح، والمجلس المحلي، والمؤسسات، وأهالي مثلث الشهداء، بياناً نعت فيه الطفل برهم الذي جاء في بيان لمؤسسات القرية: "إن يداً آثمة جبانة قتلته، تتحمل وحدها إثم ووزر جريمتها البشعة"، مطالباً السلطة الوطنية بإنزال أقصى العقوبات بحق المعتدي حتى يكون عبرة لغيره. وانطلقت في قرية مثلث الشهداء، مسيرة جماهيرية حاشدة، بعد صلاة الظهر، عبّر المشاركون فيها، عن سخطهم لجريمة قتل الطفل برهم، وطالبوا بإنزال أشد العقوبات بمرتكبها.