التاريخ: 2011-12-30 13:19:28
بقلم العميد جبر عصفور - مقال - سؤال يراود كل متتبع لأخبار المصالحة فالمتفهم لطبيعة التركيبة الاجتماعية للمجتمع الفلسطيني والعربي يدرك أن مصالحة سياسية بمعزل عن مصالحة وطنية اجتماعية تدخل في أعماقها العائلات سيما العائلات التي فقدت أبنائها في هذا الانقسام الدامي تبقى هشه وضعيفة، فمصافحة حارة بين عزام الأحمد ممثل فتح وموسى أبو مرزوق ممثل حماس والابتسامات التي تملئ شاشات التلفاز لا تعني أن الجرح الفلسطيني قد تم تضميده.
لذلك فان من الأهمية التي قد تصل حد الضرورة لإتمام المصالحة بتشكيل لجنة مصالحة اجتماعية عائلية تتضمن احتواء كافة العائلات التي فقدت أبنائها ونزفت دمائها لضمان إحلال حالة من السلم والصلح الاجتماعي بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد.... فالفلسطيني الذي هو جزء من الشعب العربي ينتمي للأسرة والعائلة والقبيلة، اتفقنا أو لم نتفق مع هذه الحقيقة أكثر مما ينتمي للتنظيم والحزب.
ولا بد لهذه العائلات والقبائل أن تكون في مقدمة لجان المصالحة.
الأمر ليس مستحيلا ولكنه ليس سهلا إذا توفرت الإرادة الحقيقية لدى قيادات التنظيمات وأظن إغفال حقيقة أن الصلح الاجتماعي ممر إجباري لمصالحة سياسية يعني أن المصالحة ستبقى في إطار الإعلام والمصافحات الإعلامية بين قيادات لم يفقد أي منهم ابنه في هذا الانقسام .....
ولقناعتي أن احد في قيادة فتح وحماس إلا ويخجل من بقاء الانقسام الذي مس القيمة المعنوية للقضية الفلسطينية في نظر الشعوب التي تحب الشعب الفلسطيني وتدعم قضيته يدعوني للتفاؤل سيضعون هذا الأمر (المصالحة الاجتماعية العائلية) في مقدمة الخطوات التي يفترض أن يتم البدء بها فورا ودون تأخير .
فالتوجه للمصالحة إضافة للحاجة الأخلاقية والوطنية المفروضة على قيادات التنظيمات فهي مصلحة وطنية عليا وشخصية أيضا فلا أظن أن احد يرضى أن يبقى الانقسام الداخلي الدامي قائما ، لان بقائه إضعاف للموقف الوطني ومساس بالبعد الشخصي للقيادات المسؤوله عنه.
وهنا لا بد من التأكيد على أن مصالحة الإخوة يفترض أن تكون بعيدة عن منطق الخاسر والكاسب لان الانقسام خسارة للجميع ويفترض أن تعمم ثقافة أننا جميعا ننتصر بوحدتنا ونخسر بفرقتنا وربما هذه الخطوة هي الرد الأمثل على حكومة المستوطنين التي تدير الاحتلال وتمارس أبشع السياسات بحق أبناء شعبنا .
فالقدس تهود كل لحظة والمستوطنات تلتهم الأراضي والأحلام الفلسطينية بتوسعها المجنون والهوية الفلسطينية تتعرض للتشويه في كل لحظة على يد الاحتلال ......فردنا الأمثل على كل هذا الاعتداء أن نتوحد وان نعيد النظر بالاستراتيجيات التي حكمت سلوكنا طوال العقود الماضية.
أظن انه بإمكاننا وآمل أن نتمكن من أن نجعل الربيع الفلسطيني ربيعا وحدويا وطنيا بامتياز وأنا مقتنع أن عائلاتنا وقبائلنا إذا ما اقتنعت أن الهدف فلسطين ستكون كريمة كما عودتنا دائما وليكن عام 2012 عام الوحدة الفلسطينية.
بقلم / جبر عصفور