التاريخ: 2011-06-04 09:06:01
"سلام ايها اليبوسي"
يمكنك يا فارس أن تكون مطمئنا .... فبعد ظهيرة الأمس كنت في مدينه القدس والتقيت تاجراً في حواريها يحمل مفاتيح محله المغلق منذ (5000 ) ألاف سنة بقرار تعسفي ادعى الجند المنفذين انه قرار رباني .... لم يكن قلقا رغم قسوة الزمن وظلم التاريخ والمؤرخين .... سألته لأطمئن عن سر استقراره يا فارس .... فأجابني بلغه عتيقه ولهجة يبوسيه كن مطمئناً نحن هنا لن نغادر وسنبقى جاء من جاء وسيأتي ويغادر الكثيرين من الطامحين إلى تزوير التاريخ ونحن هنا نحمل في جيوبنا وثائقنا وحكايتنا الاولى وأسماء حوارينا ومفاتيح المدينة ..... هم ظنوا أن الجند يستطيعون أن يخفوا التاريخ والحقيقة ويطوعوها لتتحدث بلغتهم ألحديثه .
لا يا صغيري لا تكن قلقا .... فالقدس مدينه التاريخ لم تنصع يوما لأوامر المغتصبين ومن يظنون أنهم يملكونها باسم الرب .... هم يعلمون إننا هنا قبل بدايتهم وهياكلهم وقصائدهم وآدابهم ... هم يعلمون أن داجون وبعلايم و عشتاروت ليسوا من أجدادهم .... يحفرون جوف الأرض بحثا عن دليل وهمي يعزي ضياعهم ويعودون إلى المحاولة .....
أكتبها يا فارس بعد أن قرأت ما كتبته غيئولا كوهين عن أنها مطمئنه لنتنياهو بعد خطابه الصادق في أمريكا والذي أعلن أن السلام حرب وان القدس مدينتهم ... ولكني لستُ بحاجه إلى استماع خطاب ابو مازن فانا كذلك ... لان فلسطينيا واحدا يملك بوجوده الدليل على إننا هنا وسنبقى إلى نهاية الحكاية ..... وقد عزز هذا الاطمئنان ذلك التاجر الذي سألته عن اسمه فأجابني أنا الشهيد أوريا ألحثي هل تعرفه يا فارس ؟ انه يعرفهم ويعرفونه جيداً ....
استغربت بشدة من اعتدال غيئولا كوهين عندما أشارت إلى استعداد مبدئي إلى التنازل عن أريحا ، لتكون جزءاً من فلسطين التي ارتسمت في ذاكرتها المشوهة ....
الم تعلم أن أريحا هي الشاهد على أنهم يحملون جينات الغزاة ؟ الم تكن أريحا ضحيتهم الأولى ؟ أم أن جلجالهم فيها كذبه كبرى كما تعودنا ؟
فحقيقة يا صغيري أن أي حل يحصل لا بد ان يكون وليدا للحق التاريخي .. فان كان التاريخ يمثل لائحة اتهام صريحة لهم ... فهو لنا شهادة ميلاد متجددة ويروى حكايتنا في يبوسنا العتيقة .
لا تقلق فالشهيد أوريا ألحثي لم ولن يوافق على المساومة على زوجته المغتصبة ولا على محله المسلوب اطمئن يا صغيري وابقي مبتسما .
فان كان خطابا يدعو غيئولا للاطمئنان فان التاريخ يدعوني ويدعوك لنبقى مطمئنين.