التاريخ: 2010-10-16 08:13:16
رغم التهديدات المستمرة التي يتلقاها وعمليات الاعتقال والتعذيب التي تعرض لها من قبل ميليشيا حماس، رفض أحد مواطني بغزة إنزال راية حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' عن منزله، ولسان حاله يقول إن تمكنوا من نزع الراية عن بيوتنا لن ينزعوا فتح من قلوبنا.
ويقول المواطن، الذي فضلنا عدم ذكر اسمه، وهو من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ويعمل في جهاز حرس الرئيس: 'منذ بداية الانقلاب الدموي الذي قادته حماس على الشرعية بغزة تعرضت وذوي لتهديدات كثيرة بسبب رفعنا راية فتح على بيوتنا، ولكننا لم نأبه لذلك حتى اقتحموا (حماس) المنزل وأنزلوها، ليفاجؤوا في اليوم الثاني بالراية مرفوعة من جديد الأمر الذي أصابهم بالجنون'.
وأضاف: 'تعرضت للاعتقال والتعذيب الشديد ولكن لن أجعلهم يحققون غايتهم وينزعوا الراية عن بيتي حتى لو قطّعوا جسدي، وستبقى تحلق عالياً وستبقى فتح الأولى والأخيرة فهي من صنع القرار وبدأ المشوار وهي من سيكمله بإذنه تعالى ببناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما قال الرئيس الشهيد ياسر عرفات 'أبو عمار'.
وأكد المواطن الذي يلقب نفسه بابن الياسر أن نزع حماس لرايات فتح عن بيوت المواطنين في غزة ما هو إلا دليل على خوفهم الشديد من حركة 'فتح' التي لن تموت وستبقى شامخة شموخ الجبال في قلب كل مواطن فلسطيني.
وأشار إلى أن حماس تحاول منع أي مظاهر تدل على وجود حركة 'فتح'، فتحارب كل ما يدل على وجود نشاط لها وتعتقل كل من يحاول أن يرفع راية الحركة أو يستمع للأغاني الوطنية، وذلك على الرغم مما تدعيه حماس بأنها تعطي حرية الرأي للمواطنين.
وقال ابن الياسر: 'تدعي حماس أنها حركة مقاومة إسلامية نشأت لتحرير فلسطين، وها هي تتخلى عن المقاومة وتنقلب على الشعب وتعتقل المواطنين وتعذبهم لمجرد أنهم ينتمون لحركة فتح، بل أن هناك أناس قتلوا خلال التعذيب! فهل هذا العمل يدل على الإسلام أو ينتمي للوطنية والمقاومة!؟'.
ومن جانبه، قال شقيق ابن الياسر والذي يعمل في جهاز الشرطة ودرس الحقوق: 'لا يوجد قانون يمنع المواطن من وضع علم الحزب الذي يؤيده على بيته'.
وأشار إلى أن حماس لا تطبق القانون وإنما تطبق أهوائها الشخصية فبينما تسهل رفع راياتها ونشاطاتها وتعطي أفرادها حقوقاً على حساب الشعب، تضيق بكل السبل على أبناء حركة فتح بل وتعتقلهم بدون أسباب أو لأسباب وهمية لكي تبرر موقفها أما الرأي العام.
ويقول: 'في بادئ الأمر حاولت أن أكون عقلانياً فطلبت من أخي أن يتخلى عن الراية لأنها قد تعرض حياته للخطر، وإن فتح ستبقى في القلوب والعقول، ولكن عندما رأيت وحشيتهم في التعامل مع المواطنين خاصة أبناء فتح قررت أن أترك الراية وأن أتحداهم بها حتى لو كان المقابل حياتي لأنني سأبقى ابن فتح ولن يتمكنوا من منعي من ذلك ولو بقوة السلاح'.
بدوره أوضح والد ابن الياسر أنه وبالرغم من أنه لم ينتمي يوماً لأي من الأحزاب الفلسطينية بسبب انشغاله في العمل لكسب قوت يومه لتربية أبنائه إلا أنه وبشكل فطري يحب حركة فتح لأنها تمثل الأمل الفلسطيني، فهي الوحيدة التي تشمل الجميع وهي القادرة على أن تكمل المشوار الذي يتمناه شعبنا، كما قال.
وأضاف: 'لقد تعرضت للعديد من التهديدات لكي أنزع راية فتح عن بيتي ولأنني إنسان حر وأرفض الظلم تمسكت بحقي في اختيار من أحب أن يمثلني ولن أتنازل عن ذلك الحق وحتى لو تعرضت للاعتقال والتعذيب'.
ولم يكن حال ابن الياسر إلا حال مئات الآلاف من مواطني غزة الذي يتمنون رفع راية فتح على منازلهم، فمنهم من تعرض لضغط شديد واضطر للتراجع، ومنهم من فضل تجنب شر وبطش حماس، ومنهم من صمد رغم كل الظروف... ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا لماذا تحارب حماس حتى راية فتح وتصر على تغييبها؟ وهل رايات فتح تخيف حماس؟ أم هو حقد دفين سكن قلوب هؤلاء؟.