التاريخ: 2010-09-21 17:49:44
كابول (رويترز) - قتل تسعة جنود من قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) يوم الثلاثاء في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في جنوب افغانستان مما يجعل 2010 أكثر الاعوام دموية للقوات الاجنبية فيما يتحول الاهتمام لخطط بدء سحب هذه القوات.
وبلغت أعمال العنف في أفغانستان أسوأ مستوياتها منذ اطاحة قوات افغانية تدعمها الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة عام 2001 وسجل عدد الضحايا العسكريين والمدنيين مستويات قياسية.
ويأتي الحادث بعد واحد من اكثر الايام دموية خلال العام حين شنت حركة طالبان يوم السبت الماضي عشرات الهجمات في البلاد في محاولة لعرقلة الانتخابات البرلمانية التي شهدت اعدادا متزايدة من شكاوى التزوير.
وتلقت لجنة الشكاوى الانتخابية نحو ثلاثة الاف شكوى رسمية بشأن الانتخابات التي جرت في مطلع الاسبوع وتدرس مد الموعد النهائي الذي يحل يوم الثلاثاء لتقديم الشكاوى لانه يعتقد أن الناخبين والمرشحين مازال لديهم الكثير منها.
وتراقب واشنطن الانتخابات عن كثب قبل المراجعة المزمعة لاستراتيجية الحرب التي سيجريها الرئيس الامريكي باراك اوباما في ديسمبر كانون الاول والتي من المرجح ان تدرس وتيرة سحب القوات الامريكية بعد تسعة أعوام من الحرب.
ويواجه الديمقراطيون من حزب الرئيس الامريكي باراك اوباما انتخابات تجديد نصفي صعبة في الكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني وسط تراجع التأييد الشعبي للحرب ومن المرجح ان يزيد العدد القياسي للضحايا بين القوات في أفغانستان من صعوبة مهمتهم.
وسقطت الطائرة في المنطقة الجنوبية الشرقية المضطربة معقل حركة طالبان. ورفضت قوات المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف الاطلسي اعطاء تفاصيل على الفور عن موقع سقوط الطائرة أو جنسية القتلى.
وقال محمد جان رسوليار المتحدث باسم حاكم اقليم زابول ان الطائرة سقطت في الاقليم. وتمثل القوات الامريكية أكبر فرقة عسكرية أجنبية في المنطقة.
وأضافت القوة في بيان أن فردا من قوة المعاونة الامنية الدولية وجندي افغاني ومدني امريكي أصيبوا ونقلوا للمستشفى للعلاج.
وقالت القوة انه لم ترد تقارير عن نيران معادية قبل سقوط الطائرة. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان ان مقاتلين أسقطوا الطائرة لكن المتشددين كثيرا ما يبالغون في اعلان المسؤولية عن هجمات على أجانب.
وحسب بيانات المتابعة لموقع (اي كاجوالتيز دوت أورج) على الانترنت يرتفع بهذه الوفيات عدد القتلى الى 529 على الاقل منذ بداية العام. وقتل 521 جنديا اجنبيا في العام الماضي الذي كان يعد في السابق أكثر الاعوام دموية في الحرب.
وقتل ما لا يقل عن 2097 جنديا منذ بداية الحرب ونحو 60 بالمئة منهم من الامريكيين.
وتصاعدت أعمال العنف في الاشهر الاخيرة وسجلت أعلى مستوياتها منذ الاطاحة بحركة طالبان من السلطة في 2001 .
ووسعت طالبان نطاق تمردها من معقلها في الجنوب والشرق لمناطق في الشمال والغرب.
وفي الوقت نفسه توسع القوات الاجنبية نطاق وحجم عملياتها لملاحقة طالبان بصفة خاصة في اقليمي هلمند وقندهار في الجنوب وحذر قادة امريكيون من اوقات صعبة في المستقبل.
وهناك نحو 150 ألف جندي اجنبي يقاتلون حركة تمرد متنامية تقودها طالبان ويدعمون نحو 300 الف من قوات الامن الافغانية. وامر الرئيس الامريكي باراك اوباما بزيادة عدد القوات الامريكية في أفغانستان بواقع 30 الف جندي ووصلت اخر الوحدات الاضافية الشهر الجاري.
وانهت القوات الهولندية مهمتها في اغسطس اب وتتعرض عدد من الدول الاوروبية وغيرها لضغوط شعبية متزايدة لاعادة قواتها للوطن.
وتهدف ألمانيا ثالث أكبر مساهم في القوة وحجم قواتها 4400 جندي لبدء الانسحاب العام المقبل وتأمل الدنمرك ان تسحب جنودها وعددهم 700 بحلول عام 2015 وستسحب كندا قوة قوامها نحو ثلاثة الاف جندي العام المقبل.
وتتكرر حوادث سقوط الطائرات في أفغانستان. ففي اكتوبر تشرين الاول 2009 تحطمت طائرتان هليكوبتر مما اسفر عن مقتل 11 جنديا وثلاثة مدنيين امريكيين.
وسلط العنف والتزوير اللذان شهدتهما الانتخابات البرلمانية الافغانية يوم السبت الضوء على التحديات التي تواجه الولايات المتحدة والدول الاخرى الاعضاء بحلف شمال الاطلسي في الوقت الذي تقرر فيه الى متى ستبقي قواتها في أفغانستان