التاريخ: 2010-09-16 11:22:43

طولكرم -  يطلق منذ القدم عبارة "الشرطة في خدمة الشعب" لما تقوم به هذه المؤسسة من خدمات كثيرة على مستوى الامن والنظام والقانون، وحماية الناس وممتلكاتهم وكرامتهم، عدا عن تزايد دورها واتساعه، فاصبحت لديها اقسام مختلفة منها " إدارة مكافحة المخدرات، وإدارة البحث الجنائي، وإدارة المرور، وحديثاً في الضفة الغربية قسم حماية الأسرة، واقسام اخرى ". ولما سبق، لم يقتصر عمل الشرطة "الخدماتي" على أمر بعينة، ولهذا، عملت الشرطة وبتوجيهات من اللواء حازم عطاالله مدير عام الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية على تكثيف الدورات التدريبية، وورش العمل، واللقاءات، التي تعمل على رفع مستوى العلم والمعرفة لعنصر الشرطة، الذي يتركز عمله على الاحتكاك بشكل يومي ومباشر مع المواطنين، حيث يتوجب ان يكون لديه السرية في العمل وحماية اعراض وممتلكان الناس، وان يكون لديه اسلوب سلس ولطيف "ومحترم" في تعامله مع الناس. بالأمس، وعند مغادرة مراسل معا في طولكرم مكتبه قاصداً منزله، كان شاهداً على حادثة قمة في الحفاظ على القيم والدين والاخلاق، فتى لم يتجاوز عمره الرابعة عشر عاماً، كان يسير في الشارع ويتحدث في هاتفه النقال، فشتم الذات الإلهية اثناء حديثه مع الطرف المقابل، فباغته شرطي من قسم (مركز المدينة) في طولكرم، واستوقفه وقال له وبهدوء وابتسامه : " لو انك شتمت الطرف المقابل او غيره افضل لك من ان تشتم الله، ام انك لا تجرؤ على شتم الناس، وترى من السهل عليك شتم الذات الإلهية..؟؟ ". ولم يقف ذلك عند هذا الحد، بل قام الشرطي وهو المساعد مثنى ظاهر - قسم شرطة مركز المدينة، بالسلام على الفتى، ووضع يده على رأس في إشارة لافته للتصرف السليم. وعندما تدخل مراسلنا وتحدث الى الشرطي، اوضح له : " لو ان كل انسان واع شاهد ما شاهدته عمل على توعية الفتية ونصحهم، لما تصرف الفتية الصغار كما تصرف هذا الفتى وشتم الذات الإلهية، لكننا نرى الكثيرين يتصرفون كالفتى بلا حسيب ولا رقيب، ودورنا في الشرطة كما تعلمنا ان نتعامل مع الناس بإحترام وبسلاسة على اختلاف اعمارهم ". المقدّم معروف البربري مدير شرطة طولكرم، علّق على الحادثة متحدثاً لـ"معا": " هذا ليس بغريب على منتسبي مؤسسة الشرطة، فنحن وبتعليمات من اللواء حازم عطاالله مدير عام الشرطة الفلسطينية نتحدث لعناصرنا يومياً ومن خلال طوابير الصباح، عن كيفية التعامل مع المواطن، واشعاره بالطمأنينة والأمان، ونشدد على عدم التصرف (بقوة) مع اي انسان امام اطفاله او زوجته، فالطفل ينظر الى والده نظرة قوة يأخذها منه، وطمأنينة يستمدها منه، وهو مثله الأعلى، فكيف لنا ان نغيّب هذه النظرة من عيون الاطفال ..؟؟ ". واضاف المقدّم البربري، ان هنالك قسم حماية الاسرة في الشرطة الفلسطينية، مهمته واضحة من العنوان، لا يمكن ان تكون القوة وسيلة صحيحة في التعامل في كثير من الاحيان، ان توقف طفل وحتى شاب ورجل وتوضح له خطأه بهدوء وسلاسة، افضل بكثير ان تتعامل معه بقوة وجلافة، نحن مهمتنا التقرّب من الناس لا ان نخوّفهم منّا، وهذه سياسة واضحة ومعمّمة على كافة منتسبي مؤسسة الشرطة الفلسطينية.
خاص بوكالة معا