التاريخ: 2010-07-05 09:15:31

اعتصم عشرات الناشطين أمام الجامعة الهاشمية شرق العاصمة الأردنية عمان صباح الأحد احتجاجا على استخدام إدارة الجامعة زي (أرواب) للخريجين كتب عليها "صنع في إسرائيل".

وجاء الاعتصام بعد أيام من دعوة رئيس الجامعة الأردنية الدكتور خالد الكركي أساتذة وطلبة الجامعة إلى مقاطعة إسرائيل أكاديميا.

وأحرق الناشطون العلم الإسرائيلي وأعلنوا رفضهم لأي تعامل مع "الكيان الصهيوني"، كما طالبوا الحكومة بتحقيق مستقل للكشف عن الطريقة التي وصل بها هذا الزي للجامعة التي قالت إنها طرحت عطاء محليا لصناعته وإن من نفذه هو مصنع أردني.

وقال نائب رئيس اللجنة الوطنية الأردنية لمجابهة التطبيع مع العدو الصهيوني ميسرة ملص إن الاعتصام جاء رفضا "لفرض التطبيع على الطلبة الأردنيين في الجامعات الأردنية".

مواد خام إسرائيلية

1_1002207_1_23.jpg

ميسرة ملص قال إن الزي جاء من مصنع أردني يدار ضمن اتفاقية الكويز (الجزيرة نت)

وأوضح ملص للجزيرة نت أن اللجنة تحرت عن مصدر هذا الزي، ووجدت أن مصدره هو أحد المصانع في مدينة الحسن الصناعية المؤهلة -في إربد شمال الأردن - والتي تدار ضمن اتفاقية "الكويز" التي تفرض على هذه المصانع استخدام مواد خام إسرائيلية في صناعاتها.

وأضاف قائلا "وجدنا أن المصنع استورد التغليف من الكيان الصهيوني باعتباره أرخص مدخل إنتاج يمكن استيراده من هناك، وقد ثبت على كيس التغليف عبارة صنع في إسرائيل رغم أن حياكة الروب تمت هنا في الأردن".

وكانت إدارة الجامعة الهاشمية نفت بشدة استيرادها زي التخرج من إسرائيل، وقالت إن عطاء صناعتها أحيل على مصنع محلي، وقللت من شأن الانتقادات التي وجهتها لها الحملة الوطنية لحقوق الطلبة "ذبحتونا" والاتجاه الإسلامي في الجامعة إضافة للجان مقاومة التطبيع.

المقاطعة الأكاديمية

وكان رئيس الجامعة الأردنية والرئيس السابق للديوان الملكي الدكتور خالد الكركي دعا أساتذة الجامعة وطلبتها لمقاطعة إسرائيل أكاديميا.

كما دعا الكركي في افتتاح موسم تخرج طلبة أكبر الجامعات وأقدمها في الأردن الطلبة والأساتذة إلى "الانضمام إلى الحملة العالمية لمقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي أكاديميا".

وأضاف قائلا "جرائم هذا الكيان الصهيوني الحقير بحق أشقائنا من احتلال وقتل واضطهاد وتهجير أوضح من أن تحتاج إلى الشرح، وإنّ أي شكل من أشكال العلاقات الطبيعيّة مع دولة الاحتلال في ظل أي إدارة من إدارات الجامعة، لا ينسجم مع التزامنا الأخلاقي كأكاديميين مسؤولين أمام ضمائرنا عن مواقفنا".

وقال الوزير الأردني الأسبق "علينا جميعا أن نشعر بالخجل، لأن أعدادا كبيرة من أكاديميي الغرب في بريطانيا وأميركا وكندا وأستراليا ومن بينهم إسرائيليون قد سبقونا بسنوات إلى النداء بمقاطعة الكيان الصهيوني أكاديميا وثقافيا".

تأييد واسع

1_1002205_1_23.jpg

محافظة قال إن دعوة الكركي جاءت لتعبر عن رفض أكاديمي مع "العدو الصهيوني"

(الجزيرة نت)

ووجدت دعوة الكركي صدى واسعا في الأردن، حيث أيدها سياسيون وأكاديميون ومثقفون، وقالت اللجنة الوطنية لمجابهة التطبيع إنها سترسل وفدا لشكر الكركي على مبادرته وإنها ستعمل على تنظيم حملات المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل في سياق المقاطعة الشاملة لها في الأردن.
ورأى الأكاديمي الأردني البارز الدكتور علي محافظة أن دعوة الكركي جاءت تتويجا للرفض الواسع للأكاديميين الأردنيين للتعامل مع "العدو الصهيوني".
وأوضح محافظة الذي ترأس أكثر من جامعة أردنية أن هذه الدعوة الوطنية والقومية الصادقة "هي تعبير عن النصرة للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الظالم والمؤيد من القوى الغربية التي تتغنى بحقوق الإنسان بينما تنسى حقوق الشعب الفلسطيني".
وقال للجزيرة نت "نحن أولى كعرب من غيرنا بمساندة الشعب الفلسطيني والدفاع عنه في هذه الظروف القاسية التي تمر بها أمتنا".
وعن صدور الدعوة من أكاديمي أردني وليس من لجان مقاومة التطبيع رأى محافظة أن الكركي "مناضل قومي ووطني معروف وأخال أن جميع الأكاديميين وأعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الأردنية يؤيدون دعوته ويرفضون التعامل مع قتلة إخوانهم في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن والعراق".
واعتبر محافظة أن ضمير الأكاديميين الغربيين وعى مبكرا حقيقة الأكاديميين الإسرائيليين".
ولم تعلق الحكومة الأردنية على دعوة الكركي، التي جاءت بعد أيام من اتهام عاهل الأردن عبد الله الثاني إسرائيل بالسعي لتخريب البرنامج النووي الأردني للأغراض السلمية.
ووقعت عمان وتل أبيب اتفاقية سلام في أكتوبر/تشرين الأول 1994، وتمر علاقات الطرفين بحالة من "السلام البارد" وفق تعبير مسؤولين أردنيين وإسرائيليين.