التاريخ: 2010-06-27 09:49:03
رام الله- لم يجد موظفو وزارة الثقافة، امامهم من خيار سوى الاستعانة بقطط أليفة لمكافحة انتشار الفئران في قسم الهيئة العامة للكتّاب الذي تتواجد فيه الفئران بكثرة، بسبب وجوده في مخازن تابعة للبناية التي تتخذها الوزارة مقرا رئيسا لها.
واكد مسؤولون كبار في الوزارة ان انتشار الفئران في ذلك القسم بات أمرا اعتياديا باعتبار وجوده في اسفل البناية وقريب من الشارع الرئيسي ما يتيح المجال للفئران التواجد فيه باستمرار، ليعكس بعض المعاناة التي يكابدها الموظفون العاملون في وزارة الثقافة مع ذلك المبنى وسط تذمر وشكوى الموظفين والمسؤولين في الوزارة من سوء وتردي المبنى الذي يعاني من اشكاليات مرتبطة بالوضع البيئي والصحي اضافة الى ضيق المكان الذي يكدس الموظفين في مكاتب صغيرة.
ويطالب الموظفون الحكومة بضرورة الاسراع في ايجاد مقر جديد لوزارة الثقافة ونقلهم اليه باسرع وقت ممكن سيما انهم يتحدثون عن عدم موائمة المبنى لوزارة الثقافة بسبب انه يضم العديد من المؤسسات الاخرى التي منها اذاعات ومحطات تلفزة محلية، اضافة الى مساعيهم الى ربط اصابة ثمانية موظفين بامراض السرطان ووفاة ثلاثة منهم بسوء المبنى ووجود مثل ابراج في هذا المبنى، رغم اشارة العديد منهم الى عدم وجود اثباتات طبية مثبتة تكشف علاقة هذه الابراج مع الاصابة بامراض السرطان.
وبعد ان مل اغلبية الموظفين الاستماع للوعود المتكررة بايجاد مقر جديد للوزارة، نظموا صباح اليوم اعتصاما امام مقر الوزارة، احتجاجا على ما وصفوه بتجاهل الحكومة لمطلبهم بايجاد مقر جديد للوزارة، حيث رفعوا شعارات خلال الاعتصام كتبوا فيها "وزارة الثقافة جزء من مؤسسات الدولة لا تنسوها"، " كم يلزم من حالات السرطان حتى يتم نقل المبنى"، "اكتظاظ + مبنى غير صحي = لا انتاج".
وقال رئيس نقابة الموظفين في الوزارة، عبد الكريم فتاش، "اعتصام الموظفين ياتي احتجاجا على سوء الوضع في المبنى الذي لا يصلح ولا يليق ان يكون مقرا لوزارة الثقافة "، مشيرا الى انتشار الهوائيات وابراج الاذاعات فوق المبنى الامر الذي يورق الموظفين من امكانية تعرضهم للاصابة بامراض خطيرة مثل امراض السرطان خاصة ان ثمانية موظفين اصيبوا بهذا المرض وتوفى ثلاثة منهم.
واضاف "رغم محاولاتنا المتكررة لايجاد مبنى جديد الا ان وزارة المالية تضع العراقيل والعقبات امام استئجار او شراء مقر جديد للوزارة، اضافة الى انهم منحوا اكثر من بناية كانت من المفترض ان تخصص لوزارة الثقافة الى وزارات اخرى.
ويقع مقر وزارة الثقافة في مبنى مكون من 7 طبقات وتتواجد فيه العديد من المؤسسات، في حين يصل عدد الموظفين التابعين للوزارة الى قرابة 80 موظفا موزعين على اقسام ودوائر الوزارة المنتشرة في طوابق البناية.
ويقول فتاش "غرف الوزارة باتت تكتظ بالموظفين، الامر الذي يجعل شراء او استئجار مبنى جديد حاجة ملحة لا يمكن التنازل عنها"، مشيرا الى معاناة الموظفين جراء نقص التهوية ونقص التدفئة في الشتاء وانسياب المياه في الشتاء على غرف الموظفين والرطوبة وسوء الصرف الصحي وغيرها من الاشكاليات الاخرى.
وتابع "للاسف اننا نخجل من استقبال الضيوف في مكاتبنا بسبب سوء هذا الوضع، لذلك المطلوب اتخاذ خطوات عملية لمعالجة هذا الامر بالسرعة الممكنة".
وتدعم وزيرة الثقافة، سهام البرغوثي، مطالب الموظفين بضرورة ايجاد مقر جديد باعتبار ان هذا المبنى غير لائق ويعيق تنفيذ الوزارة لخطتها الاستراتيجية.
ولم تتردد البرغوثي بالحديث عن انتشار الفئران في قسم الهيئة العامة للكتاب، مؤكدا ان الوزارة عملت على تنفيذ اعمال صيانة مؤقتة لذلك القسم من اجل معالجة هذا الوضع المتردي اصلا.
وقالت "الحكومة ملتزمة بايجاد مقرات جديدة خاصة بعد اتخاذ قرار بشراء مبان جديدة او نقلها الى مجمع الوزارات والمؤسسات الحكومية، لكن الحكومة ملتزمة بالعمل وفق الاولويات التي تحددها في هذا الاطار"، مشيرة الى ان وزارة الثقافة هي واحدة من الوزارات التي ستكون خارج مجمع الوزارات والمؤسسات الرسمية الذي يجري اقامته.
واكدت على اهمية ايجاد حلول سريعة لقضية المبنى الذي لا يليق فعلا بالموظفين او حتى بانشطة وفعاليات الوزارة، مشيرة الى انه كان من المفترض استضافة مجموعة من الموظفين التابعين لمشروع التربية والثقافة (MDJ)، لكن بسبب ضيق المكان لم يتم استيعابهم في المبنى.
وختمت حديثها بالقول "المبنى الحالي يعيق خطط وبرامج الوزارة على المستوى الاستراتيجي ويسبب في تدني مستوى انتاجية الموظفين".
وكشفت احدى الموظفات العاملات في قسم الهيئة العامة للكتاب، لـ "معا"، عن استعانة الموظفين ببعض القطط المنزلية من اجل مكافحة انتشار الفئران في هذا القسم، مؤكدة انها وسيلة ناجعة في مواجهة هذه الآفة الخطيرة التي تعكس وضعنا المتردي لمبنى الوزارة.