التاريخ: 2010-06-21 07:37:42
أبرزت صحيفتان إماراتيتان، صدرتا صباح اليوم، في مقالتيهما الافتتاحيتين، دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل للموافقة على تشكيل لجنة دولية للتحقيق في المجزرة التي إرتكبها بحق 'أسطول الحرية '.
وأبرزتا كذلك تشكيك كي مون بمصداقية لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها إسرائيل، موضحتين أن هذه الدعوة تعني أن المسؤول الدولي الأول المفترض أنه مؤتمن على ميثاق الأمم المتحدة لا يعبر عن رأيه فقط، إنما يتحدث باسم المجتمع الدولي في شأن قضية لا يحتمل الموقف إزاءها أي إلتباس.
وأعربت صحيفة 'الخليج' عن أسفها تجاه غياب الموقف العربي عن المشهد، إذ أن الجميع تواروا عن الأنظار وتركوا أمر متابعة قضية الإعتداء على 'أسطول الحرية' لغيرهم وكأن الأمر لا يعنيهم، مؤكدة أن موقف أمين عام الأمم المتحدة مؤشر على صحوة ضمير وأن الجميع ضاقوا ذراعاً بممارسات إسرائيل ولم يعد بإمكانهم أن يتغافلوا أو يغيبوا كما حال العرب.
وتحت عنوان 'صحوة ضمير' وصفت الجريمة التي إرتكبتها إسرائيل وانتهاكها الشرعية والقانون الدولي بأنها 'إرهاب دولة'، مكتملة المواصفات لأنها تمت بفعل قرصنة مسلحة في المياه الدولية واستهدفت نشطاء مدنيين يعملون في إطار منظمات إنسانية، ولهدف إنساني وأخلاقي محض هو إيصال مساعدات غذائية وطبية إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، مشيرة إلى أنها أبشع جريمة اعتقال جماعية مورست ضد البشر في العصر الحديث.
وقالت إن بان كي مون مثله مثل عشرات الدول والمنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية، حيث يدرك تماماً معنى أن تمارس إسرائيل مثل هذه الجريمة ومدى انتهاكها لمختلف مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، كما أنه يدرك أن رفض إسرائيل تشكيل لجنة تحقيق دولية وفقا لما دعا إليه بيان مجلس الأمن، القصد الوحيد منه هو تهربها من تبعات ومسؤوليات جريمتها وافتضاح سياساتها العدوانية الهمجية من خلال تشكيل لجنة فحص إسرائيلية لن تحظى بأية مصداقية، لأن عملها لن يكون أكثر من تمثيلية هزلية يكون القاضي هو نفسه الدفاع والمدعى العام والشهود والمجرم.
وأعربت الصحيفة عن أسفها من الغياب العربي الكامل عن المشهد فيما توارى الجميع عن الأنظار ودفنوا رؤوسهم في الرمال وتركوا أمر المتابعة لغيرهم وكأن الأمر لا يعنيهم.
وأكدت 'الخليج'، في ختام افتتاحيتها، أن موقف أمين عام الأمم المتحدة يبقى مؤشرا على 'صحوة ضمير' والجميع ضاقوا ذراعا بممارسات إسرائيل ولم يعد بإمكانهم أن يتغافلوا أو يغيبوا كما حال العرب.
أما صحيفة 'أخبار العرب'، فقالت إن المسؤولين الإسرائيليين يميلون إلى ممارسة تغييب الحقائق ومسحها من أدمغة العالم، وتغييرها بقوة الإعلام والدعاية والحلفاء وتشويه التاريخ وتزييفه عمداً في إطار استكمال ' المشروع الصهيوني' الذي بدأ مع بداية القرن الماضي أو قبله قليلاً.
وتحت عنوان 'غزة ليست كل فلسطين'، أوضحت الصحيفة أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس يعمل بما تبقي له من عمر بالأفكار القديمة نفسها لإقناع العالم بأمور غير موجودة إنما هي خيالات يحاولون في إسرائيل تحويلها إلى وقائع وحقائق، مشيرةً إلى ما قاله بيريس بأن 'القيام بنزع الشرعية عن إسرائيل يعني منح الشرعية مباشرة أو بصورة غير مباشرة لمنظمات الشر مثل القاعدة وحماس وحزب الله ومؤيديهم المعلنين وغير المعلنين'.
وأكدت 'أخبار العرب' أن غزة ليست كل فلسطين فإذا أراد بيريس السلام فليخرج الإسرائيليون من الضفة الغربية وقطاع غزة بصورة كاملة دون احتلال شبر واحد من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في يونيو 1967، وهذا هو الفهم الصحيح للأوضاع في فلسطين، معتبرة ما دون ذلك مجرد تعمية وتغييب للعقول والذاكرة.