التاريخ: 2010-04-03 06:37:04
شرح رئيس الوزراء الفلسطيني د.سلام فياض تفاصيل خطته لاعلان الاستقلال الفلسطيني، مؤكدا بأنه يتحدث عن دولة سيادية ومستقلة وليس دولة "ميكي ماوس" او دولة "فضلات".
جاءت اقوال رئيس الوزراء في مقابلة خاصة منحها لمراسل صحيفة "هآرتس" عكيفا الدار نضعها بين ايدكم كاملة دون تصرف.
العام القادم ستحتفل الانسانية جمعاء بمولد الدولة الفلسطينية، اكد سلام فياض في المقابلة الخاصة وبعد ان ارسل تبريكاته للشعب اليهودي بمناسبة اعياد الفصح اعرب عن امله بأن يشارك الشعب الاسرائيلي ايضا في احتفالات اقامة الدولة الفلسطينية وقال :" ان موعد ولادة الطفل الذي سيجسد حقوقنا في حياة حرة وكريمة على الارض التي ولدنا عليها بالتناغم وانسجام مع الاسرائيليين سيحين خلال عام 2011 ".
واعرب فياض الذي ولد قبل 58 عاما في قرية دير الغصون بالقرب من طولكرم عن تأييده ومباركته لاعلان زعماء الرباعية الدولية الذي صدر قبل اسبوعين في موسكو الذين ايدوا خطة السلطة الفلسطينية التي اعلنت في اب عام 2009 والقاضية باعلان دولة سيادية لا يسيطر عليها الاخرين.
لست راضيا عن البداية لكني فخور وكل العالم يشاهد الدولة الفلسطينية تنمو وتتطور واخذ يعتاد عليها بما في ذلك جيراننا الاسرائيليين وهذه الدولة لن تكون حادثا وقع للاسرائيليين بل ستقوم سويا معهم والى جانبهم، وقال سلام فياض بأنه خطط وحدد موعد مولد واعلان خطة الاستقلال بعد مشاورات مع مقربيه لضمان مولد الدولة الفلسطينية وخروجها للنور قبل انتهاء ولاية الرئيس الامريكي باراك اوباما الاولى وذلك بعد ان استخلصنا العبر من تصرفات وسلوك الادارات الامريكية السابقة "ادارة كلينتون وادارة بوش" اللتان دخلتا في صلب المفاوضات في وقت متأخر وعلى هامش نهاية الولاية الثانية لهما لذلك خطط ان لا تكون المهلة المحددة لاقامة دولة فلسطينية اطول مما يلزم حتى لا نطيل الطريق على الجمهور ونزرع الشك في نفسه حول قدرة السلطة على اقامة مؤسسات الدولة وايضا دون ان تكون قصيرة جدا حتى يتنسى لنا الوقت الكاف لاقامة مؤسسات الدولة وتجيند الدعم والتأيد الدولي للخطة.
في حال لم تخرج الخطة الى حيز التنفيذ لسبب من الاسباب فإننا سنمتلك حق اهلية ومخزون ثقة كبير من خلال عملنا الميداني الثابت وان الحقائق ستفرض نفسها بكل تأكيد على اي مسيرة او خطوة سياسية، اوضح سلام فياض.
واتهم رئيس الوزراء الفلسطيني الذي وقف خلال الفترة الاخيرة على رأس الاتجاه للمقاومة السلمية نظيره الاسرائيلي نتنياهو بالخضوع لارادة المستوطنين الذي لا يعبرون عن تطلعات غالبية الاسرائيليين، وقال يوجد لنا قيما عالمية مشتركة وعليك الادراك بان السلام يقوم بين المتساويين وليس بين السادة والخدم، وان المقموعين سيرفعون يوما ما رأسهم ضد قامعيهم ولا يعقل ان نتوقع من الفلسطينيين ان يكونوا متسامحين مع ظلم الاحتلال ان الامر اشبه بالمياه... انت تغلق طريقه في مكان ما لكنه يشق طريقة ليخرج من طريق اخرى... ان من حق الامة المقهورة ان تقول كفى ولا يمكن ان نتوقع من شخص ان يدعم الظلم وبكل تأكيد لا يمكن ان نتوقع هذا من الفلسطينيين الذي كانوا على مدى عقود طويلة ضحية للاحتلال.. اننا نقوم بما قام به غاندي ومارتن لوثر كينغ.
حين يدور الحديث عن احتجاج ضد العنف الممارس من قبل المستوطنين الذين ينفون امكانية وجود شخص يحمل رأيا مختلفا قليلا... فإنه من المبالغة ان نتوقع من الشعب الفلسطيني كاملا ان يجلس مكتوف الايدي لشدة الاسف، يوجد لدى المستوطنين تأثيرا كبيرا وضخما على السياسية الاسرائيلية المقامة اصلا بما يتناسب وتطلعات اقلية مثل هؤلاء الذن يحرفون مركز الثقل بعيدا عن موقف غالبية الاسرائيليين وانا لا يوجد لي مشكلة مع من يعتقد بأن اسرائيل هي ارض "التناخ" ولكن يوجد لكم الكثير من التلال والمساحات غير المأهولة لماذا لا تسكنون فيها وتعطونا امكانية ان نعيش حياتنا ؟!!.
مسؤولية الطرفيين المشتركة
س: هل الطلبات الامريكية من اسرائيل تدفعنا في الاتجاه الصحيح وهل توافق على الادعاء بأن نهاية النزاع بيننا سيسهاهم بلحم ايران؟
ج: ليس من المفروض ان ننظر للموضوع وكأن الطلبات الامريكية اعدت لتقديم احسان للفلسطينيين على حساب الاسرائيليين وحتى تنجح امريكا من المحظور ان ننظر للموضوع بصورة معكسوة "امريكا تقدم احسانا للاسرائيليين على حساب الفلسطينيين"... والطرفان يتوجب عليهما تحمل المسؤولية.. ان النزاع في المنطقة لا يجري علينا فقط بل يدور بين المعتدلين والمتطرفين لذلك من الواضح لي بان انهاء النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي يشكل مصلحة وطنية امريكية ويتوجب علينا منح المجتمع الدولي حرية العمل حتى يمكنهم مساعدتنا واذا كانت اسرائيل تتوقع من الرأي العام والعالمي وفي واشنطن على وجه الخصوص ان يقف الى جانبها وان يدعمها بشكل كامل بما تتخذه من قرارات دون اي علاقة مع الالتزامات نحو القانون الدولي هذا حقيقة توقع عال جدا حتى من الاصدقاء.
س: لماذا تذكرت فجأة قضية المستوطنات التي تجاهلتم وجودها على مدى سنوات من التفاوض حول الوضع النهائي ؟ في حاشية نتنياهو يدعون بان تجميد الاستيطان حجة لكسب الوقت وصولا الى فرض المجتمع الدولي لخطته على اسرائيل ؟!
ج: ان هذا القول احد اساليب التي تتبعها هذه الحكومة للتخفيف من حجم المشكلة وكأن الفلسطينيين فقط الان اكتشفوا واقع الاستيطان... وانا ادرك بأن لهذا الادعاء بعض الجاذبية حيث تظهرنا بعدم الجدية لكن العالم اجمع يريد ان يتأكد بأن البناء الاستيطاني قد تجمد، لكنه يتجاهل عدم انصياع اسرائيل لهذا المطلب التي سارعت في البناء الاستيطاني الامر الذي قاد الامور الى طريق مسدود وهناك بعض الناس من نسوا الفعل "الاستيطان" اهتموا بردنا نحن واذا كان العالم عاجزا عن الاهتمام بقضية صغيرة كهذه كيف يمكننا التأكد من ان تؤدي المفاوضات في حال استئنافها الى نتائج تتعلق بالقضايا الكبرى ان الامر لا يتعلق ببيت هنا وبين هناك انها قضية ثقة.
وفي نظرة للوراء، هذه كانت طريقتنا، التسليم بالوضع حيث يكون بامكاننا وقف التوسع الاستيطاني خلال المفاوضات ولكن هناك امورا كثيرة لم تكن متوقعة خلال عام 1993 حيث ظهر وكانت كافة الامور في طريقها للحل في وقت لا يتجاوز ايار 1999 ، كلي امل بأن نجد حلا لهذه القضايا اجلا وليس عاجلا... نحن نريد حل القضية ووقف سباق تسجيل النقاط لان هذا السباق اسوء من تضييع الوقت... ان حكومة اسرائيل ضخمت امر تجميد الاستيطان بدرجة عالية ورهيبة وبعيدا عن كل شي يوجد هنا قضية "قيادة" وقضية زعامة من حق الناس ان يعرفوا اين تقف قيادتهم اذا تمسكت برأي يتمسك به عدد من الاسرائيليين ليس الا دون الاغلبية وقررت الاستمرار بالبناء الاستيطاني كيف لك ان تقنع وبشكل حقيقي اي شخص بأنك تؤمن بحل الدولتيين ؟!
س: بناء على المعلومات التي بحوزتك، اسرائيل تحترم قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية ؟
ج- كل المعطيات والاشارات تفيد بأن التجميد غير قائم وكان خرقا قويا لقرار التجميد حتى قبل الاعلان عن 1600 وحدة استطانية في رمات شلومو وحتى قبل قضية غيلو... عرفنا بأنه منذ البداية بأن عدم شمول القدس بقرار التجميد سيتحول الى مشكلة... وكل ادعاء في هذه القضية فتح ثغرة جديدة ان حكومة اسرائيل لا تتأمل بجدية مع قرار التجميد وتسمح لنفسها بالادعاء بأن الفلسطينيين يفتشون عن مشكلة حتى تساعدهم على الهرب من المفاوضات.
حتى لو قبلت الادارة الامريكية بقرار التجميد الحالي كقاعدة لاستئناف المفاوضات فإن هذا لا يعني اعترافها بشرعية المستوطنات ولكنه يمنحنا ما يكفي لنستمر في التقدم لا نقبل بل نستمر في التقدم.
يمكن اعادة الهدوء والامن الى قطاع غزة
س: حسب رأيك هل يمكن ايجاد حل للخلافات حول تجميد الاستيطان في القدس ؟
ج : انا واثق من امكانية ايجاد طريق ما... تحولت قضية الـ 1600 وحدة استيطانية في رمات شلومو الى قضية اساسية وكل العالم يرى الامر هكذا نحن لم نفعل ذلك، الامريكيون لم يفعلوا ذلك، وفي لحظة معينة يتوجب على احد ما ان ينهض ويتحمل المسؤولية على ما يحدث، اليس هذا ما يتوقع منا الفلسطينيين طيلة الوقت ؟! اعطاء الموعظة تلو الاخرى، على كل جانب ان يتفهم الاخر نحن نفهم وجود روايات تاريخية بشكل مطلق وانا لا اتوقع ان تقبل اسرائيل في اي وقت روايتنا "التاريخية" ولكن وفي نفس الوقت حين يقول نتنياهو بأن الرواية التاريخية الاسرائيلية تشكل قاعدة واساس استيطان عادل فانه يتوقع كثيرا جدا.
س: كيف ستقيمون دولة فلسطينية طالما بقيت سيطرة حماس على غزة انتم لا تستطيعون تنظيم انتخابات ؟
ج : سكان غزة ينظرون الينا ويقولون نحن ايضا نريد ان نعيش حياة افضل، انت ترى كم نحن منقسمون في الضفة الغربية في حين يمكنك ان تقطع غزة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها 20 مرة في اليوم... يمكننا ان نحقق في غزة خلال اشهر اكثر مما حققناه في الضفة الغربية، من كان يصدق قبل سنتين بأن تتغير الاجواء هنا بهذا الشكل ؟! اخرج من رام الله وستجد واقعا جديدا ومختلفا.
س: ماذا تفعل لاجل وقف التحريض ضد اسرائيل ؟
ج:التحريض يمكن ان يأخذ اشكالا مختلفة، مثل الاشياء التي تقال او تلك التي تنفذ "الاعمال والاقوال" التحديات وهناك طرقا لمعالجة هذا الامر ونحن نعالجه، القضية الاساسية ان نقيس الموضوع من خلال تساوي قيمة البشر وان ننظر الى الغد وليس الى الماضي هذه طريقة لدفع الحوار قدما بعيدا عن الاحلام المرتبطة بالروايات التاريخية حتى لا تتحول الى كابوس هناك الكثير من العقبات وعلينا بذل قصارى الجهد لازالتها .
س: هل توافقون على تأجيل قضية القدس الى مرحلة متأخرة من مفاوضات الحل الدائم ؟
ج : نهائيا لا نقبل بذلك، يجب ان نعالج هذه القضية في البداية وممنوع ان تقتصر المفاوضات على المبادئ الاساسية بل يجب ان تكون على التفاصيل والترتيبات وامكانية الحلول والدين جزء من المعادلة ولا احد يستطيع التشكيك بوجود علاقة تربط الاديان السماوية الثلاثة بالقدس ولكن ممنوع ان يكون هذا الامر "الدين" على جدول الاعمال اليومي بل هو صراع سياسي، ولا اعتقد بصدقية السماح للصراع بأن ينزلق الى مجالات اخرى "دينية او ثقافية " لان هذا سيكون خطأ ومضرا يوجد لنا حق باقامة دولة فلسطينية على الاراضي التي احتلت عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية.
س: وماذا بخصوص قضية اللاجئين ؟ خططتك تأخذ بالحسبان الحاجة لاستيعابهم في فلسطين ؟
ج : كما هو معروف نحن نقوم ببناء بنية تحتية لاستيعاب من يعود من اللاجئين وللفلسطينيين الحق في السكن والعيش في دولة فلسطين. ونحن ملتزمون ببرنامج م ت ف لحل قضية اللاجئين في ملفات الحل النهائي .
المصدر : معا