تاريخ النشر: 2024/10/16 - 12:01 صباحا
في قلب الشارع الفلسطيني، وبين أزقة المدن والقرى، يقف المواطن الفلسطيني الشريف في وجه التحديات اليومية، يجمع قوته بصبر وصمود، يعمل ليل نهار ليؤمن حياة كريمة له ولأبنائه، لكنه، وفي لحظة، يجد نفسه أمام تهديد لا يقل خطورة عن الاحتلال: الفوضى، وفرض الإتاوات، وجرائم الابتزاز التي تهدد أمنه وسلامة عائلته.
ظاهرة "القضاة المزيفون"، الذين يمارسون الابتزاز ويفرضون الإتاوات باسم القوة والتهديد، تمثل تهديداً مباشراً للسلم الأهلي ولحياة المواطنين الأبرياء، هؤلاء المجرمون لا يكتفون بترويع الضحايا، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك، مستغلين حاجة البعض ممن يواجهون تعثرات مالية أو مشاكل في تحصيل حقوقهم، ليقدموا أنفسهم كوسطاء قادرين على استعادة الأموال بالقوة.
في البداية، يبدو الأمر وكأنهم يقدمون "خدمة"، لكنها خدمة بثمن باهظ، لا يتوقف عند الرسوم المالية الفاحشة التي يفرضونها على من يلجأ إليهم، فهؤلاء
"القضاة المزيفون"
يستخدمون التهديد والترويع كأداة لجني الأرباح وتحقيق السيطرة، ثم ينتقلون إلى الضحية الحقيقية، ذلك الإنسان البريء الذي يعيش حياته بأمان في منزله، فجأة يجد نفسه مستهدفاً بالتهديدات التي تطال حياته وحياة أسرته، يتلقون اتصالات هاتفية مليئة بالتخويف والترهيب: تهديدات بحرق سيارته، ومنزله، أو حتى اختطاف أحد أفراد أسرته.
هذه الممارسات لا تقتصر على الابتزاز المالي فقط، بل تزرع الرعب في قلب كل من يواجهها، فتخيل أنك شخص آمن مستقر في منزلك، تسعى لتأمين مستقبل أطفالك، ثم فجأة ينهال عليك سيل من التهديدات التي تطال حياتك وحياة أحبائك، هذا ليس مجرد انتهاك للقانون، بل هو انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية في الأمان والسلامة.
الأجهزة الأمنية تدرك تماماً خطورة هذه العصابات، ولذلك تواصل حملاتها لضبط هؤلاء المجرمين وكبح جماحهم، وان ما يقوم به هؤلاء الأفراد هو تقويض السلم الأهلي وتعريض حياة الأبرياء للخطر، وهدف الحملات الأمنية هو حماية المجتمع من هذه الفئة التي لا تهتم سوى بمصالحها الشخصية وتدمير أمن الناس.
ما تقوم به الأجهزة الأمنية من حملات ضد هؤلاء الفوضويين والمجرمين ليس كبحاً لجماح المواطن العادي، بل هو دفاع عن حقه في العيش بكرامة وأمان، هي حرب شريفة يخوضها أبناء الأجهزة الأمنية، الذين يتركون خلفهم عائلاتهم وأحلامهم، ليضعوا أرواحهم على كفوفهم من أجل أن ينام الشعب مطمئناً، هؤلاء الأبطال يقفون في وجه الإجرام، ليعيدوا النظام الذي يحاول البعض تشويه صورته بمزاعم كاذبة لا تخدم إلا الفوضى.
كل مواطن فلسطيني يسعى للسلام والعيش بكرامة يدرك أن المعركة ضد الفلتان الأمني ليست مجرد معركة الأجهزة الأمنية وحدها، بل هي معركة كل فرد في هذا المجتمع، معركة بين الحق والباطل، بين من يحاول بناء مجتمع آمن ومستقر، ومن يسعى إلى نشر الفوضى والإفساد.
علينا أن نقف معاً، صفاً واحداً، خلف أبطال الأمن الذين يبذلون دماءهم من أجل أن نحيا بسلام، فالفوضى لا تخدم إلا أعداء الوطن، أما الأمن فهو الأساس الذي نبني عليه أحلام أبنائنا ومستقبل بلادنا.
هؤلاء "القضاة المزيفون" الذين يتلاعبون بحياة الناس عبر التهديد والترويع، لا يملكون أي شرعية، ووجودهم في أي مجتمع يعني الفوضى والخوف، لا يجب أن نترك لهم مجالاً ليتنفسوا، بل علينا أن نكون سداً منيعاً ضدهم، عبر الوقوف مع الأجهزة الأمنية ودعمها في محاربتهم.