تاريخ النشر: 2022/09/08 - 07:50 مساءا
بقلم : عميد \ فتحي مخامرة
يستند عمل الشرطة المجتمعية على المشاركة الإجتماعية لأفراد المجتمع المحلي وتتمثل في مد جسورالثقة وإقامة العلاقات الودية فيما بينهما بالإضافة إلى بناء علاقة نفعية متبادلة الغرض منها مجتمع خالي من الجريمة المنظمة وغير المنظمة إذن فلسفة الشرطة هي تحقيق أهداف مجتمعية نوعية فيقع عليها عبء حماية أفراد المجتمع وضمان الأمن أساليب عمل الشرطة تحت ظل نظام الشرطة المجتمعية يحدد بنهج فلسفي له علاقة بمواكبة عصر العولمة وإنفتاح العالم على مصرعيه إذن هذا النهج الجديد في تطور أداء الشرطة عالمياً فهو هدف واستراتيجية للنأي عن النهج التقليدي المعروف وإبراز قدرات علمية لدى القائمين على المؤسسة الشرطية فهو دافع قوي لتخطي الأسلوب التقليدي والمضي قدماً في تغيير جذري بما يتلاءم مع إرتفاع نسبة الجريمة والإنحراف وظهور جرائم مستحدثة تتسم بطابع التعقيد والخطورة والتنظيم وكان طبيعياً نتيجة لذلك البحث عن الوسائل الكفيلة لمواجهة التطورات المتلاحقة للجريمة ولو أبحرنا في مدلول الشرطة المجتمعية فإنه يشير إلى الوقاية من الجريمة وطرق مكافحتها والحد منها قدر الإمكان وذلك عبر تشخيص الظروف الإجتماعية التي تساعد في أن تكون أرضية خصبة لإنحراف السلوك .
التعريف العام للشرطة المجتمعية وحتى يكون المواطن القارئ على بينية من هذا الميلاد الجديد في الشرطة الفلسطينية هو علاقة الشرطة بالمجتمع وبتفسير أدق وأوضح رزمة مفاهيمية كاملة ترتكز على أن الشرطة جزء أصيل من المجتمع وقريب منه فالمواطن له دور كبير في تعزيز قدرات الشرطة حتى تقوم الأخيرة في تقديم افضل الخدمات وحماية أمنه ومنع الجريمة بأطيافها المختلفة لقد قامت فلسفة الشرطة المجتمعية على عدة نظريات من أهمها هو ما قام به الباحث لولسون وكلينك جاء فيها أنه إذا قام أحد الأشخاص بكسر نافذة إحدى المباني ولم يقم بإصلاحها على وجه السرعة فإن ذلك سيكون مدعاة للآخرين لكسر النوافذ الأخرى وبالتالي يجد المجرمون بيئة مغرية لإرتكاب الجريمة نستخلص من النظرية هو تظافر الجهود بين الشرطة وأفراد المجتمع لمنع حالات الإخلال بالأمن والحد منه فالأمن للجميع والشرطة المجتمعية بمقومها العام هي تثقيف أفراد المجتمع بالفكرالأمني والمصالح المشتركة ونحن في الشرطة الفلسطينية لا نألوا جهداً في بناء علاقة استراتيجية قائمة على الشراكة بين الشرطة وعامة الناس لمنع الجريمة والحد من إستحداث أشكال أخرى فعصر التكنولوجيا والمعلومات والتسارع في وتيرة التقدم الناتج عنها وضع الجميع عند مسؤولياته لقد عكفت الشرطة الفلسطينية بعد سنوات قليلة من تأسيسها على كسر العزلة بينها وبين المواطنين فعملت على عدم تحجيم دور المواطن في خدمتها وعملت على تعزيز الثقة بينها وبين الجمهور وكسرت حاجز الخوف والتردد معلنة شعارها الشرطة في خدمة المواطن ولما لهذا الشعار من مدلول قوي كأساس متين في تقوية أواصرالإحترام والتعاون المتبادل فمنهجية حل المشكلات تكتيك شرطي إنتهجته الشرطة الفلسطينية من خلال التواصل وطرق أبواب المؤسسات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني لعلاج كثير من قضايا المجتمع الفلسطيني وهذه نقطة تحسب لنا لأننا نسير في خط متوازي مع نظرائنا في العالم لقد إنطلقنا من هذا المفهوم وعندما تم تأسيس فرع الشرطة المجتمعية وهو فرع أصبح أصيلاً على هيكلية الشرطة الفلسطينية تحت مجموعة أهداف وهي تعزيز مبدأ المواطنة والحفاظ على السلم الأهلي والعمل على فتح خطوط إتصال بين جهاز الشرطة والجمهور لتعزيز الثقة بين الطرفين وتقديم الخدمات التوعوية والإرشادية فيما يتعلق بالجرائم الخطيرة كالمخدرات وتنوع طرق اللصوصية والحد من إنتشار الآفة الخطيرة التي طلت برأسها في هذه الأيام (الجريمة الاليكترونية) إن تطوير عمل أصدقاء الشرطة وتثقيفهم قد لقي صدى قوي وحقق نجاحات منقطعة النظير في التعاون في كثير من القضايا وخصوصاً المخدرات والسرقات وغيرها مما تقدم فإن فلسفة الشرطة الفلسطينية وعبر إستحداثها قسم الشرطة المجتمعية فإنها تعمل على تحسين ظروف الحياة والعمل على خفض المشكلات الإجتماعية بواسطة تركيزها الدائم مع المواطنين فتدعيم العلاقة الإيجابية بين الشرطة والمجتمع من أجل خلق مجتمع خالي من الجريمة والحفاظ بقدر كبير على السلم الأهلي وقد هدفت سطوري تلك لتوضيح مفهوم الشرطة المجتمعية من حيث الأهداف وطرق التعاون مع المواطنين وتقديم رؤية مستقبلية حسب تطور الجريمة فالجريمة لا تحل من خلال الطرق الأمنية فقط فهنالك كثير من الدراسات أشارت إلى تعاون المؤسسات المدنية والأهلية في مكافحة الجريمة وأطيافها المختلفة وسهولة الوصول لمرتكبي الجرائم.
الخلاصة فإن الأمن ضرورة من ضرورات بقاء الحياة وقد إحتل الأمن حسب سلم ماسلو للحاجات المرتبة الثانية وهذا يدلل على أن الأمن نعمة عظيمة مصداقاً لقول رب العزة الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف فرسالتنا تقربنا زلفى للمواطنين مما يتيح لنا دور رقابي للمجتمع وبذل جهود عالية في محاربة الجريمة بأشكالها المتعددة فالخروج عن المفهوم التقليدي للشرطة باعد الفجوة بين المواطن والشرطة وجسر الهوة بشكل ملحوظ وما أود قولة بات هنالك قفزة نوعية في تطور الأداء الشرطي بين عشية وضحاها وهذا ساعد على تعزيز مكانة الشرطة والمواطن على حد سواء .