تاريخ النشر: 2020/03/26 - 05:07 مساءا
رسالة من القلب
بقلم : المقدم لنا مخللاتي
مدير المركز المتنقل في شرطة نابلس
في صباح كل يوم ...كعادتي استيقظ باكرا أصلي ... استعد ليومي بكل تفاؤل ... كنت اعد الفطور لعائلتي الجميله وهم يمكثون في حجرهم نائمين برعاية المولى ... واستعد لبدأ يوم جديد مليء بالمفاجأت والاخبار والاستعدادات في ظل ذلك الوباء العالمي ....جاء الوقت لأرتدي رداء الشرف والوقار واستعد الذهاب الى عملي بالشرطه ...امسكت بمحمولي الخاص لاقلب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي .... خبر بازدياد حالات كورونا ...الناطق الاعلامي ينبه المواطن خليك بالبيت .... رسائل تخبرني باشاعات أن هناك حاله ....مواطن ألتزم ومواطن غير ملتزم ...تعليمات مشدده على المنع وعقوبة أي شخص غير ملتزم ..... كل هذا اقراه من خلال تلك المواقع .... زاد توتري وقلقي وأصبحت انشر عبر صفحتي الشخصيه لتوعيه المواطن واترجاه ان يبقى بالبيت ... نظرت الى الوقت اذ بالساعة التاسعه صباحا ..... لقد تأخرت على عملي ... أريد أن أذهب إلى العمل اليوم لامنع الناس ان يتجمعوا ....أريد أن أفعل أي شيء لاخدم المواطن لاخدم وطني ... سالت نفسي كل هذا الانتماء خوفا على المواطن .... نعم خوفا عليك ايها المواطن .... واجب وطني اتشرف به .... طاقه تتولد كل يوم نحو العطاء والخدمه ...ليس لوحدي بل جميع العاملين بالميدان من اجهزه امنيه .. من كوادر طبيه ... من شباب متطوعه لخدمة الوطن والمواطن ..... كلمة التزم بالبيت تحميك فعلا تحميك وتحمي اهلك ووطنك ..... ولكن للأسف هناك من يزاود وهناك من لم يلتزم وهناك من لم يستوعب مايحدث واستهتر ولم يكترث باي شيء ... كل هذا ومازال الوقت يداهمني ومازلت امكث في بيتي والساعه اصبحت التاسعه والنصف ومازلت اقلب صفحات المواقع ... ياللله لقد تأخرت عن العمل ... انجزت كل ماعلي واستعددت للذهاب ... إذا بصوت ابني الصغير يبكي ويقول لي امي امكثي معي فانا خائف لا اريدك ان تذهبي الى الشرطه ... انتي تقولي لي خليك بالبيت وانتي لاتمكثين بالبيت .... امي اخاف عليكي من الكورونا ... عندما شاهدته يبكي ويترجاني ان امكث معه ... اقسم بالله اني بكيت وقتها احسست صدقا بزملائي الذين لم يرو اولادهم ولم يغادروا عملهم منذ فترة انتشار الوباء حتى هذه اللحظه ... اصبحت اتخبط وعقلي مشوش .. توتري زاد وقلقي زاد اكثر واكثر ... أريد أن امكث ببيتي اليوم ... اتعجب من الذين يتضايقون من المكوث في البيت .. فاردت ان أعيش تلك اللحظات المحرومه منها .... نعم لم اذهب اليوم للعمل ....لاني اعلم ان هناك جنود في الميدان ..... مكثت وسمعت صوت فيروز مع فنجان قهوتي ... واستمتعت مع عائلتي ولعبنا سويا وضحكنا لانسى هم الكورونا واعيد الطاقه الايجابية لي ولعائلتي ... واعلمتهم ان هذا أيضا من واجبي الوطني اتجاههم .كما واجبي اتجاه عملي والاخرين .... فكرت لماذا أحيانا نكون سلبيين ... لاتضيع فرصه خليك بالبيت ... فرصه كتير يتمناها غيركم في هذه الايام العصيبه .... استمتعوا باجمل الاوقات واجمل اللحظات مع عائلتكم واهلكم واحبابكم .... صدقا المكوث بالبيت مع العائله جدا ممتع ... اوقات كلها تفاؤل وحب اتمناها لكم .... هذه حال كل عسكري وعسكريه يعملوا بالميدان ....تعاونوا معنا سنكون بخير ... دمتم سالمين