صرخة ألم ...

صرخة ألم ...
تاريخ النشر: 2019/11/20 - 04:58 مساءا

كم مؤلم سماع صوتها تستغيث ..ياتي صوت من بعيد من بين اروقة بيت المسنين لاجد نفسي انشد إليه لأرى جسد امرأة  يمكث على فراش لا اعلم هل يرتعش من شدة البرد ام من شدة القهر والالم .. اقتربت نحوها وامسكت بيديها الصغيرتين ..وجلست بجانبها وهمسات صوتها يتخلل في قلبي .... لم تكن متاكده ان حلمها بالزواج من حبيبها الذي يكبرها بخمسه اعوام سيتحول الى حقيقه لكنها لم تتوقع ابدا ان تلك الحقيقه ستكون مره ..احيانا اتمنى لو ان قصتها بقيت في اطار الحلم الوردي الذي طالما حلمت به فالواقع اتى مغايرا تماما وجعلها رقما في الإعداد التي تسجل في العنف ضد المرأة ، فقد  تجاوزت اليوم الاربعين عاما من عمرها .. تروي تفاصيل قصة درامية مؤلمة عاشتها طيلة سنوات من عمرها وكلها امل بالوصول الى يوم تنتهي فيه معاناة كل امرأه تعاني من الاضطهاد على وجه الأرض ...

تروي لي :  لا ازال اذكر جيدا عندما اعتدى علي زوجي ضربا للمره الاولى  وفي بداية حملي الاول وفي تلك الليله بدأت انتظر عودته الى المنزل حتى وقت متأخر وشعرت بالقلق وعند وصوله سالته عن سبب تاخره حتى هذا الوقت فكان سؤالي كفيلا بانهياله علي بالضرب وبشكل مبرح مما سبب لي صدمة استمرت عدة ايام . وتابعت تقول : اضطررت الى التزام الصمت ... وها أنا امكث هنا لان أخوتي لم يستطيعوا احتوائي عندهم بعد طلاقي منه ...

كم مؤلم ماسمعت ... استمرت تقول وهي ترتجف :
اليست الشرطه في خدمة الشعب ؟ قلت لها بالتأكيد
قالت لي : انتي شرطيه هل تستطيعين ان تخدميني فلا اريد ان اقدم شكوى فجسدي النحيل لا يستطيع . قلت لها بكل أصرار وتاكيد نعم ، ساهتم بقصتك فما علي فعله  ساخدمك بكل ما اوتيت من قوه ..

أكملت طلبها أريد أن أرى ابنتي ارجوك لا اريد ان اقدم شكوى أريد أن اراها فقط .. فهي لم تر ابنتها منذ حوالي العشر سنوات ..

فعلا غادرت من بعدها المكان وتوجهت الى مديرية الشرطه كوني أعمل في جهاز الشرطة واتبعت الاجراءات القانونيه اللازمه .. وكان اللقاء الاول بابنتها ..ابنة الثمانية عشر ربيعا ...لا أعلم ما شعوري في ذلك الوقت .. نعم بكيت ودموعي انهمرت على وجهي ...

حققت امنيتها وتواصلت مع الابنه وقلت لها أنا بموعد معك ساخذك الا امك دائما  لا تتركيها فهي امك.. غدا ستكبرين لعلك تنقذينها مما هي فيه ...

الشرطي انسان وعملنا سيستمر لمساعدة فئات مجتمعنا .. نساء ورجال وأطفال وفتيات وكبار السن وذوي احتياجات خاصه.

بقلم : الرائد لنا مخللاتي

منسقة الشرطة المجتمعية / نابلس - العلاقات العامة


جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
26 نوفمبر 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر