تاريخ النشر: 2016/02/15 - 09:31 صباحا
من قرارات مجلس الفتوى الاعلى في فلسطين1 /8
تحديد جهة القبلة في المساجد
التاريخ : 23/7/1417هـ
وفــــق :4/12/1996م
السؤال: ورد سؤال مقتضاه ان اشخاصا جاؤوا بجهاز ( البوصلة ) وحددوا بناء عليها القبلة في المساجد القديمة وقد ظهر في كثير من الاحيان فرق بين القبلة المشار اليها بالمحراب في المسجد وبين ما اشارت اليه البوصلة فعلى اي اساس يتم تعيين القبلة وما حكم ذلك ؟
الجواب : الحــمد لله رب العـــــالميــن والصـــــلاة والسلام على سيدنا محمد الامين وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد :
استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة والادلة على ذلك كثيرة وردت بالكتاب والسنة والاجماع . من القرآن الكريم : قال تعالى : قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (144) سورة البقرة . من السنة : عن ابي هريرة رضي الله عنه،قال : قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ( فاذا قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ) رواه مسلم رقم 602 . روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله قال : ( البيت قبلة لاهل المسجد والمسجد قبلة لاهل الحرم ، والحرم قبلة لاهل الارض في مشارقها ومغاربها من امتي ) الجامع لاحكام القرآن ، القرطبي ، ج2 ص164. الاجماع : لم يخالف في ذلك احد ، فكان اجماعا ( الضياء على تحفة الفقهاء للامام السمرقندي ج1 ص175) .
هل يستقبل المصلي عين الكعبة ام جهتها ؟
اولا : اذا كان في الحرم فعليه ان يتوجه الى عين الكعبة .
ثانيا : الذي لا يستطيع مشاهدتها عليه ان يستقبل جهتها . وقال بهذا الامام مالك ، وابو حنيفة ، واحمد وهو ظاهر كلام الشافعي وهذا هو الراجح ، وذلك : اولا :- انه الممكن الذي يرتبط به التكليف . ثانيا :- انه المامور به في القرآن الكريم لقوله تعالى : فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم . يعني في الارض من شرق او غرب *فولوا وجوهكم شطره (144) سورة البقرة .
ثالثا :- ان العلماء احتجوا بالصف الطويل الذي يعلم قطعا انه اضاف عرض البيت.الجامع لاحكام القرآن ، القرطبي ، ج2 ، ص165.
كيفية معرفة القبلة :
• اذا كان مشاهدا للكعبة فلا مشكلة اذ عليه ان يتجه الى عينها . اما اذا كان غائبا عن الكعبة ولا يراها فالفرض عليه التوجه الى جهة الكعبة فقط ، ويتم ذلك من خلال المحاريب المنصوبة في المساجد. فاذا كان مكان ليس فيه مسجد سال اهل العلم الذين يعلمون ذلك ، فان لم يجد احدا اجتهد في تحديد القبلة وهناك وسائل كثيرة لتحديد القبلة ، يعرفها اهل الاختصاص ومنها المعرفة بالنجوم خاصة النجم القطبي في الليل وغير ذلك من الوسائل .
حكم من خفيت عليه القبلة :
• من خفيت عليه القبلة ، بسبب الظلام او تلبيد الغيوم في السماء فعليه ان يسال اهل الخبرة فان لم يجد من يساله اجنهد بنفسه ويصلي الى الجهة التي اداها اليه اجتهاده . وعليه فان اراد اناس بناء مسجد فما عليهم الا ان يلجاوا الى اهل الاختصاص لتحديد جهة القبلة وخاصة وزارة الاوقاف حيث يتوفر فيها عدد من المختصين من مهندسين وفنيين يتقنون هذا الامر ، ولا مانع من استعمال البوصلة والاستئناس بها ، ولكن من قبل اهل الخبرة ، ليراعى القوة المغناطيسية في الموقع الذي توضع فيه البوصلة .
• اما بالنسبة للمساجد القديمة فان مجلس الفتوى الاعلى يرى ان تبقى على حالها كما هي دون تعديل لان اي تعديل في قبلتها سيؤدي الى فتنة بين المسلمين وخاصة ان هذه المساجد بنيت منذ مئات السنين ولا داعي لاحداث تغيير فيها . وان مجلس الفتوى الاعلى يوجه المسلمين الى ان القبلة هي من علامات وحدة هذه الامة ، فالامة الاسلامية قبلتها واحدة وهو امر يفتخر ويعتز به كل مسلم فالحفاظ على رمز وحدة المسلمين من خلال وحدة قبلتهم هو اولى بالاتباع ويجب نبذ الفرقة والتخاصم ، حيث ان في شريعتنا الغراء سعة ، فالفرض هو جهة الكعبة كما مر وليس عينها لغير المشاهد للكعبة . قال y ( ما بين المشرق والمغرب قبلة ) رواه ابن ماجة واحمد والشافعي ، وعلى ضوء ذلك فان مجلس الفتوى الاعلى يرى انه ليس بالضرورة التوجه الى ذات الكعبة نفسها ( لغير المشاهد للكعبة ) اثناء الصلاة لوجود مشقة في ذلك وانما يكون التوجه الى جهة تيسيرا للناس على العبادة.
من صفحة المفتي الشيخ محمد صلاح