تاريخ النشر: 2014/02/17 - 01:03 مساءا
بقلم : النقيب/ اياد دراغمة
مدير فرع العلاقات العامة والاعلام -اريحا
كنا تحدثنا في مقال سابق عن اهمية الشرطة المجتمعية وضرورة البدء بتطبيقها لما فيه من خدمة موجهه نحو المجتمع ، واهم مواضيع شرطة المجتمع ، بل نستطيع القول انه الموضوع الرئيسي والمركزي فيها هو بناء الشراكات مع المجتمع بكل اطيافه وتفاصيله افرادا وجماعات ومؤسسات عامة وأهلية .
والشراكة مهمة جداً ما بين الشرطة والمجتمع،وبدونها لا تستطيع الشرطة تحقيق أفضل النتائج ، حتى ولو بذلت الكثير من الجهود للقيام بواجباتها ، لأن تفهم المجتمع وحاجته للآمن تدفع المواطنين والمؤسسات لتقبل الشراكات مع الشرطة وعلى المستويات الوقائية والاستباقية وصولاً للهدف الاسمى وهو الحد من الجريمة وتحقيق الرفاهية للمجتمع وتحسين جودة الحياة لهم .
والشراكة المجتمعية يجب ان تشمل العمل المباشر اما مع المواطنين او اصحاب الرأي النابه في المجتمع من اجل اولاً تحديد المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها،وهذا بالتالي عبر الاستماع من قبل الشرطة للمواطنين وتلمس همومهم واحتياجاتهم ،ومن ثم تطوير الشراكة والعمل على حل المشاكل.
والشراكة تشمل العديد من العناصر المهمة التي يجب على الشرطة ان تأخذها بعين الاعتبار وهي الاهتمام بالمجتمع وفهمه، ويكون ذلك عبر الاقتراب اكثر من المجتمع بمؤسساته وأفراده وتلمس همومهم والمضايقات التي يتعرضون لها، وان يتم فهم الكثير من هذه المشاكل وما هي المتطلبات التي يحتاجها المواطنون من الشرطة على وجه التحديد.
وثاني العناصر هو بكل تأكيد ثقة المواطنين والحصول على احترامهم، وهنا الواجب الأساسي للشرطة هو الحصول على ثقة المواطنين أولا، وذلك عبر إقناعهم بأهمية اداءها لواجباتها على الوجه الاكمل وعبر الممارسات اليومية لأفرادها وضباطها ونزاهتهم وقدرتهم على التواصل مع المواطنين ، والعناية التي يقدمونها بشكل جدي لهم ، وعليه يكون هناك علاقة وطيدة مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين.
اما العنصر الثالث والذي يعتبر ميزه اساسية في العمل الشرطي من اجل بناء الشراكات وتطويرها هو المرونة والقدرة على التكيف، ويقصد بالمرونة هنا قدرة الشرطة على التكيف مع الواقع المجتمع اليومي والحياتي وتطبيق اساليب جديدة في التعامل مع الجرائم لمنع وقوعها او الحد منها على اقل تقدير ، و تطوير العمل المؤسسي في داخل الجهاز لمواكبة الحداثة المتنامية في المجتمع وبالتالي الارتقاء بمستوى الفهم لما يدور في المجتمع من أحداث وتفاصيل كثيرة ، ويجب التنويه هنا ان لا تكون الشراكات لمجرد العلاقات العامة وإنما من اجل حل المشاكل .
ولا يمكن للشراكة ان تتحقق إلا بالتزام الشرطة بحل المشاكل المتأصلة في المجتمع او التي يعاني منها المواطنون وهناك ضرورة لإنهائها ، ويكون ذلك عن طريق الكفاءة والفعالية في حل المشاكل قبل ان تصل الى مستوى الجرائم ، مع ضرورة الالتزام بالحفاظ على الامن والرفاهية وتحقيق تقليص المضايقات التي قد يتعرض لها المواطنين في اماكن سكناهم وعملهم.
وهنا يظهر جليا للجميع ان العمل التقليدي للشرطة ليس كافياً ، و على الشرطة ان تعمل ضمن نهج استباقي عبر اتخاذ خطوات ايجابية قبل حصول الجريمة او احد المسببات لها ، وهذا بلا شك يأتي عبر حل المشاكل بتدخل اكبر من المواطنين ، فعلى الشرطة اشراك المواطنين في حل المشاكل البسيطة اولاً عبر نشر الوعي في صفوفهم وتوجيه موارد المجتمع بشكل صحيح للمساعدة في الحد من الجريمة و توفير كافة السبل لذلك ، وأيضاً المساعدة في توفير المعلومات اللازمة لمحاربة الجريمة قبل وقوعها ، وهذا يتطلب تدخل من قبل المواطنين بشكل اكبر من العمل الشرطي التقليدي الاعتيادي المبني فقط على ردة الفعل والاستجابة بعد وقوع الجريمة .