رسالة معالي د. محمد بن علي كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بمناسبة يوم الشرطة العربية

رسالة معالي د. محمد بن علي كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بمناسبة يوم الشرطة العربية
تاريخ النشر: 2013/12/18 - 07:07 صباحا

تونس 18 ديسمبر / كانون أول 2013

يأتي احتفالنا هذا العام بيوم الشرطة العربية في ظروف امنية دقيقة تعيشها اغلب بلدان المنطقة العربية، ظروف تتميز باستفحال الجريمة والارهاب وانتشار السلاح والقرصنة الالكترونية وتهريب البشر والمخدرات وسائر السلع الاستهلاكية.

في ظروف كهذه يجب ان نستلهم المعاني النبيلة التي تحملها ذكرى يوم الثامن عشر من ديسمبر عام 1972م، يوم تلاقت فيه ارادة صناع القرار الامني في الدول العربية، في اول مؤتمر لقادة الشرطة والامن العرب بمدينة العين بدولة الامارت العربية المتحدة، على الوقوف صفاً واحدا في وجه الاجرام، وعلى تسخير كل الامكانيات وبذل كل التضحيات من اجل امن المواطن وسلامة الوطن.

انجازات كبيرة تحققت منذ ذلك التاريخ جعلت العمل الامني العربي المشترك يحظى بالتقدير عربيا ودوليا، لكن ميزة الامن العربي - وسر نجاحه ايضا - تكمن في عدم الاكتفاء بما انجز او الركون الى ما تحقق، في الحرص على التطوير المستمر وعلى ارتياد الدروب المستجدة.

في هذه الظروف التي تشهد تحديات امنية متنوعة وتحولا شبه يومي في مجالات الاجرام وادواته نحن بحاجة الى استحضار روح الثامن عشر من ديسمبر الى رص الصفوف وتعزيز التعاون واستجلاء سبل المواجهة الفعالة للاجرام المتنوع المتجدد. للاسف فان بعض الجهات تناسبها اوضاع البلبة والانفلات الامني ما تفتأ تضع العقبات في سبيل العمل الامني، باستهداف رجال الشرطة وتشويه سمعتهم، بتدنيس تضحياتهم والتشكيك في دوافعهم، بالاراجيف الكاذبة والشائعات المغرضة التي تفكك لحمة المجتمع وتفت في عضده.

لكننا في اجهزة الشرطة العربية لا نبالي بالتضحيات ولا نلتفت الى المعاناة، لا تهمنا الاراجيف ولا تعنينا الاكاذيب، ارواحنا على اكفنا قربانا للوطن، واذاننا صماء عن كل ما يثبط العزيمة ويحول دون الرسالة الشريفة.

الجهة الوحيدة التي تعنينا هي المواطن الذي نذرنا انفسنا لحمايته والذي لا غنى لنا عن مساندته ومعاضدته، لان اي عمل امني لا يجظى بدعم ومساندة المواطنين محكوم عليه بالفشل سلفا.

لذا فان من اولويات جهودنا العمل على تعزيز العلاقة مع المواطن ومع فعاليات المجتمع المدني، خاصة ان الذين لا يناسبهم استتباب الامن لا يدخرون جهدا لتوتير هذه العلاقة.

كثير من المواطنين يؤمنون اصلا بضرورة العمل الامني ويقدرون التضحيات التي تقدمها اجهزة الشرطة والامن في هذا المجال، والقليل من المواطنين الذين لم يكونوا على وعي تام باهمية العمل الامني افاقوا - مع الاحداث التي شهدتها المنطقة العربية - على هول الانفلات الامني وعلى حجم المعاناة التي يتكبدها رجال الشرطة في سبيل راحتهم وطمأنينتهم. ينبغي لنا اليوم ان نعمل على تعزيز هذا الشعور من خلال تمتين اللحمة بين الشرطة والمجتمع عن طريق المضي قدما في تعزيز احترام حقوق الانسان ورعاية المواطنين وتقديم كل اوجه الدعم لهم في اطار شرطة مجتمعية قريبة من هموم المواطنين حريصة على مد يد العون والمساعدة لهم في كل مناحي الحياة.

ينبغي لنا ايضا ان نعمل على تعزيز شعور اخر نبيل لا غنى عنه لنجاح العمل الامني، الا وهو شعور المواطن بمسؤوليته الشخصية عن استتباب الامن والاستقرار، وهو شعور كشفت الاحداث الامنية التي شهدتها المنطقة عن تجذره لدى كثير من الناس، فكم هي رائعة تلك المظاهر التي رايناها خلال الاحداث لاضطلاع المواطنين بمهام الحراسة وتسيير دوريات واقامة متاريس لمواجهة المجرمين، وتواصل دائم مع الوحدات الامنية.

يجب ان نعمل على بقاء هذا الشعور حاضرا في وجدان المواطنين على الدوام غير محدود بأوقات الازمات..ان يكون هذا الشعور دافعا الى التعاون مع الاجهزة الامنية، حاملا على التشارك معهم في مواجهة الجريمة،  مستندا الى وعي حقيقي بأن مواجهة الشر والاجرام لا تتأتى بالجهود الامنية فحسب بل لا بد من رفدها بجهود المواطنين وفعاليات المجتمع المدني المختلفة. عندئذ نكون قد اقمنا شراكة مجتمعية فعالة في مواجهة الجريمة، تعزز التضحيات التي يقدمها رجال الشرطة العرب، والتي يشكل تقديرها والاعتراف بها وتكريم أصحابها معنى اخر نبيلا من معاني الثامن عشر من ديسمبر المجيد.


جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية


حالة الطقس

أسعار العملات
16 مارس 2025
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر