تاريخ النشر: 2010/08/14 - 06:21 صباحا
واشنطن- ا ف ب
باسم حرية المعتقد التي يضمنها الدستور، دافع الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن حق بناء مسجد قرب موقع اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في نيويورك، في اول تدخل له في هذه القضية التي تثير جدلا حادا في الولايات المتحدة.
وقال اوباما خلال افطار رمضاني استضافه البيت الابيض، امس الجمعة 13-8-2010 "بصفتي مواطنا، بصفتي رئيسا، اعتقد ان المسلمين يملكون الحق في ممارسة شعائرهم الدينية شانهم شان اي شخص اخر في هذا البلد. وهذا يتضمن الحق في بناء مكان للعبادة ومركز للجماعة على ارض ملكية خاصة جنوب مانهاتن".
واضاف "نحن موجودون في الولايات المتحدة، والتزامنا حرية المعتقد يجب ان يكون ثابتا. والمبدأ القاضي بان الاشخاص من كافة المعتقدات مرحب بهم في هذا البلد ولن يتم التمييز في معاملتهم من جانب حكومتهم، امر ضروري لما نحن عليه".
واعترف اوباما بحساسية الموضوع، مشيرا الى ان "اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) شكلت صدمة عميقة لبلدنا". واضاف "الم ومعاناة الذين فقدوا اقاربهم لا يمكن تخيلهما. لذلك، اتفهم المشاعر التي يتسبب بها هذا الملف. "غراوند زيرو" هو بلا ادنى شك ارض مقدسة".
وتابع اوباما المولود لام أمريكية مسيحية واب كيني مسلم "لنتذكر دائما ضد من نحارب ولماذا نحارب. اعداؤنا لا يحترمون الحرية الدينية. قضية القاعدة ليست الاسلام بل تشويها كبيرا للاسلام". واضاف "ليسوا قادة دينيين بل ارهابيين يقتلون رجالا ونساء واطفالا ابرياء. القاعدة قتلت عددا من المسلمين اكبر من ابتاع اي ديانة اخرى".
وكان اوباما يتحدث خلال مأدبة افطار في البيت الابيض حضرها عدد من شخصيات الجالية المسلمة والاعضاء المسلمون في السلك الدبلوماسي في واشنطن.
وهي المرة الثانية التي يحضر فيها اوباما الافطار الذي يقام سنويا منذ عهد سلفه جورج بوش.
وذكر اوباما خلال الافطار الرئيس الاسبق توماس جيفرسن مؤكدا انه كان اول رئيس يقيم افطارا في البيت الابيض قبل 200 سنة. ورأى ان بذور النزاع تكمن في التنوع في أمريكا، مؤكدا في الوقت نفسه ان القيم الأمريكية اقوى وستتجاوز الخلافات دائما. وقال ان "الشعب الأمريكي برهن اننا نستطيع معالجة هذه القضايا ونبقى صادقين مع قيمنا الاساسية ونخرج من ذلك اقوى. يجب ان يكون الامر كذلك وسيكون كذلك اليوم".
وبذلك، اتخذ الرئيس الأمريكي موقفا لافتا في قضية تثير جدلا واسعا في الولايات المتحدة منذ موافقة المجلس البلدي في نيويورك في ايار (مايو) على بناء هذا المسجد.
ويتزامن هذا الاعلان الرئاسي مع مخاوف عبرت عنها جمعيات مسلمة في الولايات المتحدة ازاء شعور "متنام بالعداء للاسلام" مع اقتراب ذكرى 11 ايلول/سبتمبر، التي تتزامن هذه السنة مع عيد الفطر.
ويتضمن المشروع بالاضافة الى المسجد، ملاعب رياضية ومسرحا ومطاعم مع امكانية اقامة دار حضانة للاطفال. وقد وافقت عليه بالاجماع لجنة في بلدية نيويورك في الثالث من آب (اغسطس) لكن معارضين للمشروع رأوا انه يدل على ان "المسلمين يبنون مساجد في مواقع غزواتهم".
ويرى المعارضون ايضا ان بناء مسجد في موقع قريب جدا من "غراوند زيرو" يشكل اهانة لذكرى ضحايا الاعتداءات.
بينما يؤكد انصار المشروع ان "بيت قرطبة" سيساعد على تجاوز الافكار النمطية المسبقة التي ما زال المسلمون في المدينة يعانون منها منذ الاعتداءات على برجي مركز التجارة العالمي التي اسفرت عن سقوط حوالى ثلاثة آلاف قتيل. وهم يؤكدون ان المكان سيكون مفتوحا امام الزائرين للدلالة على انتماء المسلمين الى مجتمعهم.
وقد طلبت جمعيات مسلمة في الولايات المتحدة من الشرطة الأمريكية تشديد تدابيرها الامنية لتفادي اي اعمال عدائية ضد المسلمين في هذه المناسبة.
وقالت متحدثة باسم المجلس الاسلامي للشؤون العامة ومقره في لوس انجلوس ان قوات الامن الأمريكية تلقت ارشادات تطالبها بالبقاء على اهبة الاستعداد على امتداد الاراضي الأمريكية تحسبا لاي اعمال عنف خلال عيد الفطر.
وعززت مشاعر الغضب من مخطط بناء مسجد في نيويورك واعلان كنيسة في فلوريدا (جنوب شرق) نيتها تنظيم "يوم دولي لاحراق القرآن" يوم 11 ايلول/سبتمبر المقبل، مخاوف المسلمين من اعتداءات محتملة في هذه الفتر ة.
|