تاريخ النشر: 2010/05/17 - 05:23 مساءا
القدس- قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها اليوم أن هناك إجماعا قوميا ودينيا يهوديا على بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك، وأن كل الأحداث الجارية والتصريحات المتصاعدة تشير إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تسعى إلى تحقيق هدفها الإستراتيجي لبناء الهيكل المزعوم على حساب الأقصى وأنها تسخّر كل إمكانياتها من اجل تحقيق هذا الهدف.
وأشارت إلى أن عدداً من المسافرين نقلوا لها انه نصب مؤخرا على ما يبدو مجسم كبير لما يسمى بـ "الهيكل الثاني" في صالة الاستقبال للقادمين من الخارج إلى مطار بن غوريون الدولي في مدينة اللد، يأتي ذلك في وقت تنشر جماعات يهودية تسجيلاً افتراضيا وتتداوله فيما بينها في حفلات خاصة لهجوم تدميري على المسجد الأقصى المبارك بالطائرات والصواريخ ومن ثم بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وأكدت "مؤسسة الأقصى " أن كل ما نشاهده ونسمعه ليس من قبيل الصدفة بل هناك سياسة ممنهجة على كل المستويات في المؤسسة الإسرائيلية آخذة بالتصعيد يوما بعد يوم ، وإن توزعت أدوراها فهدفها واحد هو بناء هيكل أسطوري مزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك " .
ونقلت مؤسسة الأقصى عن عبد المنعم فؤاد – رئيس تحرير موقع فلسطينيو 48 – أنه لفت نظره لدى عودته من السفر مؤخرا قادما من ألمانيا مجسما كبيرا لـ " الهيكل الثاني" وضع وسط صالة الاستقبال للوافدين من الخارج إلى مطار بن غوريون الدولي، تبلغ مساحته نحو 5م2 ( 2،5 م على 2 م ) ، مغطى بالزجاج ، وقد كتب عليه باللغة العبرية والإنجليزية إن هذا المجسم يصور مدينة القدس في عهد "الهيكل الثاني" ، والموضوع عمليا فيما يسمى بـ "متحف إسرائيل " في القدس ، وتضمن كتابات تدعو إلى زيارة المجسم الكبير في المتحف المذكور ، وأضاف الزميل عبد المنعم فؤاد أن المجسم يلفت نظر كل الوافدين والمارين عبر صالة الاستقبال.
تسجيل افتراضي لتدمير المسجد الأقصى بالطائرات :
وقالت " مؤسسة الأقصى " انه نشر قبل أيام فيلم تسجيلي قصير أنتجه متطرفون يهود لواقع افتراضي يمثل تصورا لهدم المسجد الأقصى المبارك وذلك من خلال قصفه جوا ، وانه يتم تداول هذا الشريط بين اليهود المتطرفين في مناسبات اجتماعية مثل الاحتفال لحفلات " البلوغ " ، وذلك في محاولة لإنشاء جيل يضع مسألة هدم الأقصى باعتبارها واحدة من أهدافه، ويبدو ان جماعات يهودية متطرفة قامت بتوزيع فيلماً دعائياً قصيراً على وسائل الإعلام العبرية، يصور عملية عسكرية متخيلة يقوم خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام طائراته الحربية وصواريخ متطورة فى عملية قصف مكثف للمسجد الأقصى وقبة الصخرة ومحيطهما، مما يؤدى إلى تدمير المنطقة بالكامل ، وينتهى الفيلم، الذى تصاحبه موسيقى تصويرية، ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وتأدية شعائر دينية في الهيكل المزعوم .
ونقل على لسان نشطاء يهود من حركة "أرض إسرائيل ملكنا" اليهودية المتطرفة أن الفيلم انتشر بسرعة البرق بين أنصار اليمين الديني بمختلف تياراته، والذين يعتبرون أن "الفيلم يحمل رسالة تعليمية وتربوية لأطفالنا، فنحن نربيهم على أن حلمنا الحقيقي هو إقامة الهيكل على أنقاض الأقصى، عكس بعض المدارس العامة في إسرائيل التي تبث فى عقولهم أن حائط المبكى هو غايتنا النهائية".
والتسجيل الافتراضي المذكور لا تتجاوز مدة الفيلم 44 ثانية، ويبدأ بصور حديثة لمنطقة المسجد الأقصى ، يظهر فيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ومعالمه المسجد الأقصى ، ويصاحب المشهد موسيقى حزينة وجنائزية، ثم تمر عدة ثوان قبل أن يحل محل اللحن الجنائزى أصوات طائرات حربية إسرائيلية تشق طريقها إلى المسجد الأقصى، وتظهر أسراب من طائرات الجيش الإسرائيلي فى سماء الأقصى، تنفذ مهمة قصف المسجد الأقصى بقنابل موجهة، وتظهر قبة الصخرة وقد تعرضت للدمار التام، وتحولت لكتلة نيران متأججة، وبعدها يضرب صاروخ إسرائيلي المسجد الأقصى نفسه، فيحيله إلى كومة رماد، وينتهي الصخب العسكري ، لتحل محله موسيقى تصويرية مبهجة تصاحبها الدفوف، وهي عبارة عن أغنية دينية يهودية تقول: "اشكروا الرب، إله بنى إسرائيل.. خيره يعم العالم كله"، ويظهر الهيكل المزعوم وقد أقيم على أنقاض الأقصى وقبة الصخرة ، وقبيل نهاية الفيلم يظهر مشهد كارتوني لكهنة الهيكل اليهود يمارسون طقوسهم الدينية، ويقيمون صلوات، ويشعلون البخور، ويحملون أواني الهيكل، ويسوقون الكباش لتقديمها قرابين في قدس الأقداس!
المصدر معا