تاريخ النشر: 2010/02/15 - 07:32 صباحا
جنوح الأحداث و التسرب الدراسي
بقلم / نقيب شرطة- وفاء الحسين
جنوح الأحداث يرتبط ارتباطاً مباشراً بموضوع العنف و التسرب الدراسي والتغيب عن المدرسة لذا يكون الاهتمام بهذا الموضوع ومتابعة الذين يتغيبون عن المدرسة لفترات طويلة أو الذين يتركون الدراسة ضرورياً كإجراء وقائي يسمح بالتعرف على مرحلة ما قبل الجنوح بطريقة غير مباشرة تساعد في الحد من انحراف الأحداث،وهذا يتطلب من الجميع معرفة دوره ما له وما عليه أولا ومن ثم الآخرين. و هذه لا يتم دون تكاتف الجهود بين مديريات التربية والتعليم, ومؤسسات المجتمع المدني والأهالي والمؤسسة الشرطية.....الخ.
من المسئول عن التسرب و جنوح الأحداث ؟....... الأسرة لعدم متابعتها لأبنائها سواء في البيت أو المدرسة، مؤسسات المجتمع لعدم توليها الاهتمام يشكل كافي لظاهرة العنف في المدارس، الوزارات ذات العلاقة ....الخ أم الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والحالة الخاصة بالاحتلال التي يعيشها المجتمع الفلسطيني بشكل عام أم الإعلام بكافة أشكاله "الانترنت، و أفلام الاكشن و المسلسلات غير المراقبة عدا عن انعدام وسائل اللهو الصحيحة و المتناسبة وانعدام الأماكن العامة جميع من ذكر يتحمل المسؤليية، أضف إلى ذلك الفشل الدراسي سبب رئيس للعديد من الأحداث الذين لم تتكون لديهم بعد مقومات ثابتة لمواجهة أمور الحياة ومشكلاتها بحيث أصبحوا معرضين للسير في طريق الانحراف لعدم اكتمال نضجهم العاطفي والاجتماعي الذي يؤهلهم للعمل، وباختصار فان اغلب الدراسات قد كشفت عن دور التخلف الدراسي والغياب عن المدرسة في تكوين الاتجاهات المضادة للمجتمع والسلوكيات التي تؤدي إلى الانحراف .
العملية التربوية في المدرسة بالأساس مبنية على التفاعل المتبادل بين الطلاب والمربين. والبيئية، والهدف المتعلق بعقاب الطالب يكون لغاية التقويم و ليس بهدف الإهانة أو التحقير من قبل المعلم لأنه بالنهاية هو إنسان له كرامته و له شخصيته التي يجب أن نعززها لا أن نحقرها ونقلل منها.
المطلوب إعادة تهذيب مفردات العمل التربوي بالمؤسسة التربوية(المدرسة)، فكيف تنجح العملية التربوية بالشتائم و الإهانات و الكلام القاسي إلى حد البذاءة من قبل المعلم أو المعلمة بحق الطلاب و الطالبات صغارا أو كبارا ؟،فالطلاب المٌعنّفون سواء كان من قبل المدرسة أو الأهل أو المجتمع المحيط يفرغوا الكبت القائم بسلوكيات عدوانية عنيفة يقابلهم طلاب آخرون يشابهونهم الوضع بسلوكيات مماثلة وبهذه الطريقة تتطور حده العنف ويزداد انتشارها، كما في داخل المدرسة تأخذ الجماعات ذوات المواقف المتشابه حيال العنف شلل وتحالفات من أجل الانتماء مما يعزز عندهم تلك التوجهات والسلوكيات فالعنف المدرسي هو نتاج للثقافة المجتمعية العنيفة في كثير من الأحيان بحيث نحترم الطالب الناجح فقط ولا نعطي أهمية وكياناً للطالب الفاشل تعليمياً. وهذا يعني أن السلوكيات العنيفة هي نتاج المدرسة والمنهاج التعليمي إضافة إلى متطلبات المعلمين والواجبات المدرسية التي تفوق قدرات الطلاب وإمكانياتهم، مجتمع تحصيلي، التقدير فقط للطلاب الذين تحصيلهم عالي وأيضا الانتقاد و الاستهزاء بالطالب وجود مسافة كبيرة بين المعلم والطالب واكتظاظ الصفوف التلقين والطرق التقليدية، المتطلبات التي لا تراعي الحالة المادية للطلاب كل هذا وذاك يخلق العديد من الإحباطات المطلوب التعاطي بشكل جدي من قبل مؤسسات المجتمع مع الأسباب والمسببات التي تؤدي إلى العنف والتي تتمثل أيضا بالبطالة والتفكك الأسري بالإضافة لعدم التواصل ما بين الأهل والمدرسة
أشكال العنف :
1. العنف الجسدي :- 2. العنف النفسي :-
3. الإهمال :-( أ) إهمال مقصود ب) إهمال غير مقصود
أنواع العنف المدرسي:
1.عنف من خارج المدرسة: مجموعة من البالغين ليسوا طلاباً ولا أهالي.
2.عنف من قبل الأهالي عنف أما بشكل فردي أو بشكل جماعي (مجموعة من الأهالي )، ويحدث ذلك عند مجيء الآباء دفاعاً عن أبناءهم. ولعلاج التسرب الدراسي يجب إعلام الأهل عن غياب أبنائهم في اليوم الذي يتغيبون فيه عن المدرسة كإجراء وقائي يهدف إلى العناية بالطلبة المنقطعين عن المدرسة أو الذين يتغيبون دون علم الأهل ، كما يجب تخصيص وقت كافي من المدرسة للطلبة الذين لديهم مشكلات تتعلق بالغياب عن المدرسة لفترات طويلة ، وتقديم توصيات علاجية مناسبة تهدف إلى إعادة الطلاب لمواصلة تعليمهم وتوجيههم والتنسيق مع الأهل .
من ميثاق الأمم المتحدة
يجب أن يكون الطفل في جميع الظروف، بين أوائل المتمتعين بالحماية والإغاثة...يجب أن يتمتع الطفل بالحماية من جميع صور الإهمال والقسوة والاستغلال، ويحظر الاتجار به على أية صورة.
تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العلّية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال.
تتخذ الدول الأطراف شتى التدابير المناسبة لضمان إدارة النظام في المدارس على نحو يتماشى مع كرامة الطفل الإنسانية.
مقال / جنوح الاحداث و التسرب الدراسي
بقلم / نقيب شرطة- وفاء الحسين